بعد عقود من انهيار جيش ادولف هتلر النازي وسنواتٍ من المشاركة الرمزية الخجولة في العمليات العسكرية الدولية، تتجه ألمانيا إلى تغيير سياستها الخارجية والاعتماد على جيشها بشكلٍ أكبر بحسب ما ذكرت صحيفة “نيويورك تايمز” الأميركية.
وتعتزم المستشارة الألمانية انجيلا ميركل إطلاق حملة سياسية لتعزيز دور الجيش في السياسة الخارجية، خاصةً بعد اضطراب علاقة برلين بحليفتها واشنطن على خلفية الكشف عن تجسس الولايات المتحدة على هاتف ميركل شخصياً، إلى جانب المخاوف من تردي الأوضاع في كلٍ من أوكرانيا وأفريقيا الوسطى بما يستدعي ضرورة إرسال قواتٍ ألمانية لضبط الأمور.
الرئيس الألماني يواخيم غاوك قال خلال مؤتمر ميونخ الأمني إن عصر النازية والشيوعية ولى إلى غير رجعة، “وبلادي هي في أفضل حالاتها تاريخياً، وبالتالي فلا داعي للتهرب من مسؤولياتنا الدولية. علينا أن نكون أكثر حسماً”، معتبراً امتناع بلاده عن التصويت على القرار الذي أجاز التدخل العسكري ضدّ قوات الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي “خطأً يجب ألا يتكرر”.
أما وزيرة الدفاع ايرسلا فون دير ليين فقالت إن بلادها “لن تتردد ثانيةً” مشيدةً بالتدخل الفرنسي في مالي لمنعه سيطرة الإسلاميين المتشددين على مقاليد الحكم في البلاد.
ويشارك الجيش الألماني مع القوات الدولية العاملة في البلقان منذ تسعينيات القرن الماضي إلى جانب تواجده في أفغانستان منذ العام 2001، إلا أن البلاد سحبت الكثير من عناصرها وتجنبت المشاركة في حروبٍ جديدة منذ تولي ميركل منصب المستشارة.
يشار إلى أن قوات الحلفاء حلّت الجيش الألماني بعد نهاية الحرب العالمية في العام 1945 وجردته من كامل عتاده، قبل أن تسمح بتسليح حرس الحدود بأسلحة خفيفة، ثم أنشأت جيشاً خاصاً بألمانيا الغربية لمواجهة المدّ السوفييتي في العام 1955. وبعد توحد الألمانيتين في العام 1990، بدأت القوات المسلحة بالعودة تدريجياً إلى الساحة الدولية، فشاركت في بعثاتٍ عدة في كلٍ من أفغانستان وأوزبكستان ويوغوسلافيا السابقة وغيرها.