في وقتٍ تغلي فيه البلاد وتغص شوارعها بالمتظاهرين المناهضين للحكومة، قرر الرئيس الأوكراني فيكتور يانوكوفيتش أخذ إجازةٍ مرضيةٍ بداعي إصابته بمرض حادٍ بالجهاز التنفسي المصاحب للحمى بحسب طبيبه الشخصي، دون أن يحدد البيان الرسمي الذي صدر أمس الخميس فترة الإجازة.
مجلة “تايم” الأميركية سخرت من قرار يانوكوفيتش، معتبرةً أنه “استنفذ قواه أثناء محاولته قمع الثوار المناهضين لحكمه، والذين ينسب بعضهم إلى حزب الأقاليم الذي ينتمي إليه الرئيس الأوكراني”.
وبحسب المجلة، فإن بعض أعضاء “حزب الأقاليم” رفضوا التصويت على قرارات تهدف لاستيعاب الثوار، ما اضطر يانوكوفيتش للتنقل بين عددٍ من المكاتب الرئيسية في العاصمة كييف وسط أجواء بالغة البرودة (20 تحت الصفر)، فتعرض بالتالي لوعكةٍ صحية.
“تايم” أشارت إلى أن حالة التشتت التي سيطرت على البرلمان فرضت على الرئيس توحيد صفوف مواليه، والذين عبر بعضهم عن تأييده لسياسة يانوكوفيتش الداعية إلى نبذ العنف وبذل المستحيل لحلّ الأزمة التي تعيشها البلاد، بما في ذلك إصدار عفوٍ عن المتظاهرين المحتجزين لدى السلطات.
إلا أن العارض الصحي الذي تعرض له الرئيس سيصعب من مهمته في إقناع مواليه بالانصياع لأوامره، في ظل اتجاه عددٍ من أنصاره في البرلمان للتصويت مع المعارضة على قراراتٍ تمنح المزيد من التنازلات للمتظاهرين وتهديد يانوكوفيتش بحلّ البرلمان.
وعلى الجانب الآخر يبدو المتظاهرون أفضل حالاً من الحكومة، إذ ما زالوا يحاصرون عدداً من المباني الحكومية في العاصمة كييف بأجسادهم في ظلّ ظروفٍ جوية صعبة دون أن يتعرضوا لأي أزماتٍ صحية، على عكس رئيس البلاد.