سنيار: يشهد مستشفى صقر في رأس الخيمة انضمام “طبيبة” وجراحة متخصصة في جراحة وأورام الثدي للعمل فيه، للمرة الأولى في الإمارة، بعد أن سيطر الأطباء الرجال على هذا التخصص الحساس والمهم طوال السنوات الماضية، في ظل ندرة المتخصصات في الحقل الحيوي والتخصص الدقيق من مختلف الجنسيات.
ولم تفلح خلال تلك السنوات جهود البحث عن طبيبة من أي جنسية عربية أو أجنبية في هذا التخصص، وذلك لغايات اجتماعية وعوامل ترتبط بـ “القيم والتقاليد”، ليأتي “الفرج” أخيراً على يد طبيبة مواطنة شابة، تعتبر أول طبيبة إماراتية في رأس الخيمة متخصصة في هذا المجال .
ووفقاً لمصادر طبية، لا يزيد عدد الطبيبات المتخصصات في جراحة الثدي في الإمارات حالياً على خمس، ومن المتوقع تخرج طبيبتين خلال الأعوام القليلة القادمة، ما يعني ندرة الطبيبات في هذا التخصص حتى الآن .
الدكتورة “منى عبيد حسن راشد العيان”، طبيبة مواطنة شابة، من أبناء رأس الخيمة ومن أهالي منطقة الغب تحديداً في الإمارة، خريجة كلية الطب في جامعة الإمارات عام ،2005 وتحمل منذ ذلك الحين التخصص النادر بين بنات جنسها، وهي تملك خبرة جيدة خلال الأعوام الماضية، من خلال عملها سابقاً في مستشفى توام في العين، الذي انتقلت منه قبل نحو شهر إلى مستشفى صقر برأس الخيمة .
الطبيبة والجراحة الإماراتية لم تنجح فقط في أن تكون أول طبيبة مواطنة في رأس الخيمة في هذا التخصص الطبي، بل باتت أيضاً أول طبيبة مواطنة تحصل على “الزمالة” في تخصص جراحة الثدي من جامعة الإمارات في مارس الماضي، بحسب صحيفة الخليج.
وقد أكّد الدكتور يوسف الطير، مدير عام مستشفى صقر، بأن تعيين أول طبيبة في تخصص جراحة الثدي في المستشفى ومنطقة رأس الخيمة الطبية يذلل العقبات الاجتماعية والنفسية، التي كانت تعرقل تشخيص حالات الإصابة بأورام الثدي بين النساء في المجتمع المحلي، سواء بين المواطنات أو المقيمات، في حين يسدل ذلك الستار على حاجز (الخجل) والتردد، الذي كان يمنع نسبة من النساء طوال السنوات الماضية من الخضوع للفحص والكشف والعلاج على أيدي “الأطباء الرجال”، ما شكل تهديداً لسلامة وصحة وحياة بعضهن .
ورأى د . الطير أن تعيين أول طبيبة متخصصة في جراحة الثدي في المستشفى الجراحي الرئيسي في رأس الخيمة، بجانب كونها أول مواطنة من أهالي رأس الخيمة تتخصص في هذا المجال، يشكل نقلة نوعية واسعة وخدمة كبيرة للمريضات من المواطنات ومختلف الجنسيات، لمساهمته الملموسة في حماية صحة النساء والحفاظ على سلامتهن، معتبراً أن كون أول طبيبة في هذا التخصص “مواطنة” يكتسب قيمة مضاعفة، إذ يمنح المراجعات والمريضات المواطنات تحديداً راحة إضافية نفسياً واجتماعياً .
وشدد مدير عام المستشفى على أن تعيين أول طبيبة في جراحة الثدي يضع حلاً لمشكلة رفض النساء سابقاً الخضوع للفحص أو الكشف على أيدي الأطباء الرجال .
وتخدم عيادة أمراض الثدي النساء من مختلف الأعمار والشرائح الاجتماعية، وتعمل على الاكتشاف المبكر لسرطان الثدي، بهدف حمايتهن من خطورته ومنع استفحاله . وبتعيين طبيبة متخصصة باتت تتوافر في المستشفى منظومة متكاملة للكشف المبكر عن الورم .