فيما يسعى تنظيم “الدولة الإسلامية في العراق والشام” (داعش) لاستكمال سيطرته على نقاط الحدود السورية – العراقية، وإحكام قبضته على معبر القائم، ظهرت بوادر هجوم “محدد” للقوات الجوية الأميركية على مواقع تابعة لهذا التنظيم ، لما يشكله من خطر على المنشآت النفطية الرئيسية التي يعمل على محاصرتها، وخوفاً من وصول المجموعات المسلّحة إلى العاصمة بغداد.
وسبق للرئيس الأميركي باراك أوباما أن أعلن الخميس استعداد بلاده للقيام بعمل عسكري في العراق، مؤكداً ايضاً احتمال إرسال 300 عسكري الى هذا البلد بصفة مستشارين، لافتا الى ان “بلاده سبق ان كثفت قدراتها في العراق على صعيد المراقبة والاستخبارات”.
وفي وقت سابق، أكد وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في جدة الأربعاء ان بغداد طلبت من واشنطن توجيه ضربات جوية للمسلحين، موضحاً خلال مؤتمر صحافي ان العراق “طلب رسمياً مساعدة واشنطن في توجيه ضربات جوية للجماعات الإرهابية طبقاً للاتفاقية الأمنية”.
في سياق منفصل، يُعتبر إسقاط رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي من أهم أهداف الحملة العسكرية الحالية في العراق. ويتهم كثيرون من السنة، المالكي بتهميشهم وإرسال قوات الجيش العراقي لقمعهم، وبالتالي ترى بعض الشخصيات الشيعية فرصة لانتزاع منصب رئاسة الحكومة منه.
ميدانياً، سيطرت عناصر من تنظيم “داعش” على غالبية مدن محافظة الأنبار غرب العراق، وتحاول التقدم للسيطرة على باقي مدن المحافظة الخاضعة لسيطرة الأجهزة الأمنية ومقاتلي العشائر، فيما أكّدت قوات المالكي في وقت لاحق أنها انسحبت من الأنبار.
وذكر مصدر من إحدى العشائر في المحافظة أن “عناصر داعش سيطرت على مدينتي لكرمة والفلوجة شرق محافظة الأنبار منذ بدء الاشتباكات والمواجهات مطلع العام 2014، ولا زالت تحت سيطرتها حتى الآن”، لافتاً إلى أن “عناصر التنظيم سيطروا على مدينة القائم الحدودية مع سورية، بالإضافة إلى منفذ القائم الحدودي فيها، بعد معارك عنيفة استمرت 3 أيام”.
ومنذ 10حزيران (يونيو) الماضي، تسيطر “داعش” ومجموعات أخرى على مدينة الموصل في محافظة نينوى، شمال البلاد، بعد انسحاب قوات الجيش العراقي منها وترك أسلحته، وتكرر الأمر في مناطق أخرى في محافظتي صلاح الدين وديالى، كما حصل في محافظة الأنبار قبل أشهر.