إبراهيم الهاشمي- الخليج: الإعلام أمانة بكل قطاعاته، وبالذات المرئي حيث إنه يدخل كل بيت ومن دون استئذان، يشاهده الكبير والصغير، وفي شهر رمضان المبارك تضع كل قنواتنا الفضائية الميزانيات المالية الضخمة لتقدم باقة كبيرة ومختلفة من المسلسلات، ولو دققنا لوجدنا أمامنا كماً هائلاً من البرامج والمسلسلات التي صرفت عليها كل قناة الكثير من الأموال سواءً في الإنتاج أو الشراء، وفيه الغث فيه أكثر من السمين، وبعضها مكرور ويعيد نفسه بطريقة سمجة ومبتذلة .
ولو أخذنا بعض البرامج مثل “الكنغ وصل” الذي يقدمه محمد الصيرفي، والذي كتب عنه حينما طرحت القناة برنامجها في كتيب وزع مع الصحف اليومية “مقالب متنوعة لا تخلو من حس الطرافة والترفيه الراقي مع عدد من نجوم الإمارات والخليج العربي”، لكننا حينما شاهدنا البرنامج وجدنا قمة السخافة والاستخفاف بعقول المشاهدين مع ألفاظ وحركات تبتعد كثيراً عن الذوق والأدب وحرمة الشهر الكريم، مع العلم أن الفنان قدم خلال المواسم الرمضانية المقالب ذاتها التي دار حولها الكثير من الشكوك بخصوص فبركتها وإعدادها المسبق للمشاهد والمقالب بين المقدم وضيوفه، وكذلك المسلسل الكرتوني “شعبية الكرتون” في موسمه التاسع الذي استمر في الانحدار في مستواه وتكرار نفسه ولم يقدم أي جديد يشفع له بالاستمرار .
أما المسلسلات فحدث ولا حرج ف “العافور” الذي يقوم ببطولته الفنان عبدالحسين عبدالرضا جاء سمجاً في مشاهد مصطنعة بشكل ضعيف تستجدي ضحك المشاهد، ولم يختلف عنه مسلسل “خالي وصل” الذي يقوم ببطولته الفنان طارق العلي إلا بسوء السيناريو واختلاق الأحداث والاعتماد على مشاهد الاستهزاء والاستخفاف بالشكل واللغة وتمثيل غلب عليه التصنع بشكل كبير، وكان مسلسل “سرايا عابدين” وكأنه جزء من المسلسل التركي “حريم السلطان” فكرةً وإخراجاً فوقع في دائرة التقليد والمفهوم الذي لا يرى تلك الحقبة إلا من زاوية النساء ومؤامرات الحرملك، وكانت قمة الاستخفاف والسخافة في برنامج المسابقات “مع حليمة” والذي تقدمه حليمة بولند والذي كان عبارة عن مجرد عرض للأزياء وكأنه برنامج دعائي لها، وكان بدائياً في فكرته وشكله وإخراجه .
ما كان يقال إن هذا ما يطلبه المشاهد عذر أقبح من ذنب، فالزمن تغير والمشاهد بلا شك على قدر كبير من الوعي والذائقة السليمة التي تفرق بين الغث والسمين .
وهنا أتساءل من يحاسب المسؤولين عن تلك القنوات الذين قدموا لنا كل هذه التفاهات وبرامج مكرورة مكررة لا تقدم جديداً بل تستخف بالمشاهد وعقله وفكره ولا تتناسب لا من قريب ولا من بعيد مع حرمة هذا الشهر الكريم الذي تعرض فيه وبمناسبته، من يحاسبهم على ما أُهدر من أموال لإنتاج مثل تلك البرامج أو المسلسلات أو شرائها؟
لو وجد أولئك الذين يقدمون تلك المسلسلات والبرامج والمسابقات إدارات في قنواتنا الفضائية تقول لهم لا، لا نريد هذه السخافات، ما قدموا لنا الغث الذي نتابعه في رمضان .