ابن الديرة- الخليج: بعد الأجواء الحميمة التي عاشتها الإمارات، المواطنون والمقيمون، بل العرب في كل مكان، في خلال شهر رمضان الفضيل، حيث الذكرى العاشرة للقائد المؤسس الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيب الله ثراه، وحيث استحضار السيرة العطرة لزايد الخير واستذكار مناقبه كرجل سياسة ودولة وتنمية واقتصاد وعدل وتسامح وإنسانية . بعد ذلك، لا بد من طرح عنوان “زايد في مدارس الإمارات” بكل قوة، نحو المطالبة، مقترنة بالمتابعة، بتحويل تاريخ زايد وتاريخ دولة الإمارات من خلال زايد إلى دروس ومواد علمية ومساقات في مدارس الإمارات وجامعاتها .
هذا المطلب ملح جداً وتلبيته لا تحتمل التأجيل، وهو يتردد في كل مجلس أو ندوة أو مؤتمر كلما ذكر زايد الخير أو ورد اسمه الكريم، ويكون الجواب كلما قيل ذلك بالإيجاب . ذلك حسن نيات يمثل الخطوة الأولى، ونحن نريد أن نمضي في هذا العنوان المهم والضروري حتى الوصول إلى أقصى الأهداف . نريد من وزارة التربية والتعليم، المكلفة وضع المناهج ومتابعتها وتنميتها، القيام بتحرك عملي نحو تحقيق هذا العنوان، فالشيخ زايد هو روح الإمارات، والرمز الكبير الذي تحبه وتعتز به الأجيال الطالعة، والمطلوب أن تعرفه أكثر، وتتعرف إلى جوانب شخصيته الثرية كافة .
والشيخ زايد شخصية استثنائية بكل المقاييس .هو الرجل الذي صنع الفرق في الإمارات والمنطقة . الشيخ زايد رائد الاتحاد والتضامن العربي . الشيخ زايد الذي نذر عمره لخدمة وطنه وأمته، فظل خالداً ولم يعبر في العابرين . الشيخ زايد رجل المواقف والمبادئ، ورجل الأخلاق في السياسة، ورجل الحكمة بامتياز، وفي قراءة سيرته وتجربته حافز أمام أهل الإمارات، خصوصاً الشباب والطلاب، للمزيد من العمل والعطاء .
ونريد الحضور المضيء للشيخ زايد في مناهج وزارة التربية والتعليم بأسلوب علمي متقدم، بحيث تتوازى المادة التاريخية والعلمية الدقيقة مع طريقة البحث والاستقصاء والاستنتاج، ولا يكون ذلك، في شكله الأمثل ومضمونه الأفضل، إلا بالتوثيق ابتداء عبر تكليف فريق عمل وطني وعربي وعالمي من الأكاديميين والباحثين المختصين .
لذلك كله وأكثر منه، لا بد من خطوة البدء الآن، فهذا موضوع، بسبب من طبيعته، غير قابل للتأجيل، خصوصاً حين تقتضي المقتضيات تسجيل ذكريات وأفكار وتصورات العارفين والمقربين والمجايلين .
ليس بعض رد الجميل لزايد الخير فقط، وإنما هي الحاجة الحقيقية نحو إطلاع الأولاد والأحفاد على سيرة رجل صنع حاضر الإمارات ومستقبلها، وها هي الإمارات الغالية بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله، تتمسك بنهج حكيم العرب وتضيف إليه وفق المستجدات، بما يحقق مصلحة شعبها وشعوب المنطقة .
