سامي الريامي- الإمارات اليوم: أخطاء فادحة وقعت فيها صحيفة العرب القطرية في «مانشيتها» الاستفزازي والمسيء الذي يتحدث عن اعتقال وتعذيب ثلاثة قطريين في الإمارات، ليس أولها ذلك الخطأ المهني الجسيم، الذي يعتبر من مبادئ الصحافة، ومن ضروريات صدقيتها، في عدم الخلط بين الخبر الصحافي المجرد القائم على مصادر من كل الأطراف، وبين الرأي الشخصي، فكان الخبر الرئيس في الصحيفة عبارة عن رأي موجه من طرف واحد، قائم على كلام مرسل، غير مترابط، يهدف بشكل واضح إلى الإساءة، ويحاول بشكل مضحك استخدام معلومات غير دقيقة، ومتضاربة، وغير مترابطة الأحداث أو الزمن، لإقناع المواطن القطري بعكس ما يراه ويلمسه ويعرفه عن دولة الإمارات!
الخلط ليس فقط في ألف باء عالم الصحافة، بل تعداه إلى مهمة ومسؤولية الإعلام، حيث بدا واضحاً أن الصحيفة تلبست دور وزارة الخارجية، وأعلنت بشكل ساذج في عنوانها الرئيس: «العرب تحذر المواطنين من السفر للإمارات»، هذا التضارب ليس جديداً، وليس غريباً، فالسياسات القطرية الخارجية الغريبة لا يعرف أحد مصدرها، ويبدو أن كل مؤسسة تمارس كل شيء، فلا خطوط واضحة لمهام المؤسسات، ولا غرابة أن تمارس صحيفة مهام وزارة الخارجية!
عموماً لسنا في مقام تلقين الإخوة في قطر دروساً في الإعلام والسياسة، فهذا شأنهم، وجميعنا لانزال نتعلم في هذا المجال الرحب، لكن من الواجب علينا أن نوضح بعض الحقائق التي حاولت الصحيفة القطرية تجاهلها، كما حاولت أن تتلاعب بالكلمات والجمل لإثبات عكسها، أولى هذه الحقائق أن الإساءات القطرية، سواء كانت إعلامية أو استخباراتية أو في مواقع التواصل الاجتماعي، لم تتوقف ضد الإمارات، في حين أن الإمارات لاتزال تحافظ على شعرة العلاقات الإخوية التي تربط الشعبين، وأسلوب «ضربني وبكى»، الذي تتبعه بعض المؤسسات هناك، لن يلغي حقيقة تكشف الدور القطري المشبوه تجاه الإمارات والسعودية والبحرين، وبقية الدول، فهذه الحقيقة لم يعد بالإمكان تغطيتها، وهناك كثير من الأدلة، يعرفها الإخوة القطريون قبل غيرهم، ولا يمكن إنكارها، وبسببها سحبت الدول الخليجية الثلاث سفراءها من قطر، وبسبب استمراريتها لايزال التوتر يخيّم على العلاقات الخليجية الخليجية!
نطمئن الإخوة القطريين، فالإمارات بابها مفتوح للجميع، ويدخلها يومياً عشرات الملايين من الزوار، من جميع بلدان العالم، بما فيها قطر، ونحن نرحب بهم جميعاً، ولم نسمع إلى الآن عن دولة في العالم حذرت من السفر إلى الإمارات، ولو كان هناك مساجين من مواطنيها في سجون الدولة، ذلك لأن الإمارات بلد قانون، ولا توجد فيها اعتقالات تعسفية، ولا يوجد بها مساجين من دون جرم، كما لا يوجد موقوفون دون إجراءات وتحقيقات ولوائح اتهام.
الإمارات ترحب بالعالم، ويزورها الملايين، ويقضون فيها أجمل أوقاتهم، شريطة أن يلتزموا بالقوانين المعمول بها، ومن يخالف القانون فعليه أن يتحمل عواقب ذلك، والمواطن الإماراتي هو أول الملتزمين بالقوانين، وهو أول من تطبق عليه العقوبات إن خالف القانون!
من الواضح جداً أن صحيفة «العرب» القطرية تسعى لإثارة الرأي العام القطري والشارع القطري ضد الإمارات، وهذا ليس بجديد أبداً، فلقد تعودنا من هذه الصحيفة بالذات، ومن مدير تحريرها، الإساءة تلو الإساءة، وتعودنا من أشقائنا القطريين للأسف أيضاً كثيراً من الإساءات، بدءاً من منابر المساجد، ووصولاً إلى صفحات الصحف والإعلام، لكن الإمارات تعففت عن الرد، ولاتزال مستمرة في هذا النهج الحكيم، لكنها لن تتنازل أبداً عن المساس بقوانينها وأمنها، وقانونها لن يستثني جنسية من العقاب، في حال وقوع المخالفة أو الضرر، ومن يرتكب جريمة في حق الدولة، لا شك في أنه سيلقى جزاءه، لا استثناء في ذلك!
عموماً لا تستعجلي أيتها الزميلة «العرب» القطرية، وإن كان هناك قطريون موقوفون في الإمارات، فتأكدي أن «الدوحة» على علم بذلك، وأن الأمر لن يطول حتى تتضح الحقائق، والحقيقة التي نحن متأكدون وواثقون منها أن لا سجن في الإمارات إلا بجرم، والموقوف هنا لدى السلطات أسباب أكيدة استدعت إيقافه، ومحمود الجيدة الذي تبكون عليه هو مثال على ذلك، وحكم المحكمة أقوى من كلام عاطفي موجه!