مسن يروي معاناته للحصول على الماء بدبي في خمسينيات القرن الماضي

&MaxW=460&imageVersion=default&AR-140709651

أصبح الحصول على ماء الشرب في غاية البساطة هذه الأيام بمجرد فتح حنفية المياه في العديد من الدول أو شراء المياه النقية الصالحة للشرب من المتاجر، إلا أن الحال في دبي لم يكن كذلك في خمسينيات القرن الماضي، ويروي أحد سكان المدينة معاناته للحصول على مياه الشرب في طفولته.

رحلة الحصول على مياه صالحة للشرب في دبي كانت تتطلب من السيد عبد العزيز القصاب (70 عاماً) 6 ساعات من المعاناة سيراً على الأقدام  8 كيلو متر إلى أقرب بئر ماء في منطقة السطوة، ويحصل في النهاية على 100 لتر من المياه يحملها على ظهر الحمار ويعود بها إلى الحي الذي يقطن فيه ليبيعها مقابل روبية أي ما يعادل 8 درهم في هذه الأيام.

وعمل القصاب في عدة مهن في بداية حياته، حيث عمل جزاراً وراعياً وتاجراً وحارس مخزن وكهربائي وعمل أيضاً في نقل المياه من الآبار وبيعها للراغبين بالحصول على مياه نقية صالحة للشرب.

وبدأ القصاب العمل في عمر 10 سنوات، والتحق عام 1955 بأقرب مدرسة تعلم القراءة والكتابة وتلاوة القرآن، وفي ذلك الوقت لم يكن الدرهم يستخدم بعد كعملة رسمية للبلد، بل كانت الروبية هي العملة المتداولة في الإمارات شأنها في ذلك شأن باقي دول الخليج العربي بحسب صحيفة ذا ناشيونال.

وأشار القصاب إلى أنه عمل بجد منذ الصغر لكسب لقمة العيش، وفي تلك الأيام كانت قيمة الشاب في عمله وما يحصل من نقود، وفي عمر الخامسة عشرة انتقل إلى العمل في نقل المياه وبيعها في الحي

وكان القصاب يعيش في منطقة السوق القديمة حيث توجد محطة حافلات ديرة في الوقت الحاضر، وكان يسير وهو يجر حماره من هذه المنطقة إلى منطقة البدع بالقرب من السطوة ليملأ الماء ويعود لبيعه في الحي الذي يقطن فيه، وعلى الرغم من أن المبلغ الذي كان يحصل عليه يعتبر زهيداً بمقاييس هذه الأيام، إلا أن معظم الزبائن كانوا يؤجلون دفع ثمن المياه إلى وقت لاحق، وفي كثير من الأحيان لا يدفع بعضهم  ثمنها.

زر الذهاب إلى الأعلى