تقرير: قطر تختبر 3 ملايين شخصاً في أفريقيا لتشكيل منتخبها الوطني

09QATAR1-slide-JCWG-slide

قبل عقد من الزمان وصل أندرياس بلايتشر وهو مدير لأكبر مراكز التدريب الأولمبية في ألمانيا إلى قطر، وطلبت منه العائلة الحاكمة هناك تقديم المساعدة لتحويل برنامج كرة القدم الوطني الميؤوس منه إلى برنامج يستحق الاحترام على مستوى العالم.

وهناك العديد من الأسباب التي تجعل من الصعب تحقيق تلك الرغبة وذلك بسبب تواضع مستوى كرة القدم القطرية على المستوى العالمي، وغياب أية إنجازات في أية لعبة رياضية يمكن البناء عليها، إلا أن أكثر المشاكل التي كان على بلايتشر أن يتعامل معها هو عدد السكان القطريين الذي لا يتجاوز 300 ألف نسمة، حيث من الصعب تشكيل فريق كرة قدم قوي قادر على منافسة المدراس الكروية العالمية مثل البرازيل وألمانيا والأرجنتين.

وقال بلايتشر : كنا نحاول بناء برنامج مواهب وطني بين عدد من السكان يعادل قاطني مدينة صغيرة في الولايات المتحدة الأمريكية.

وكان من أوائل الأشخاص الذين تم الاعتماد عليهم في هذا المجال جوسيب كولومر الكشاف السابق لنادي برشلونة الإسباني والذي اكتشف في يوم من الأيام النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي وكان معروفاً في أوساط  كرة القدم بأفكاره غير التقليدية، وسرعان ما بدأ الحديث حول استيراد المواهب لقطر، من القرى النائية في إفريقيا.

وكانت الاحتمالات محيرة بالنسبة لبلايتشر، ومن بينها إرسال خبراء الكشافة في جميع أنحاء أفريقيا في مهمة لتحديد الشباب والفتيان الموهوبين وتقديم المنح الدراسية لهم للمجيء والالتحاق بأكاديمية أسباير في قطر، وهو معهد ارياضي حديث تم تمويله من قبل العائلة الحاكمة.

09QATAR101-articleLarge

وفي السنة الأولى فقط تم اختبار 430 ألف من الفتيان في 595 موقعاً عبر سبعة بلدان إفريقية، وبعد مرور أكثر من 7 سنوات، خضع 3,5 مليون من الرياضيين الشباب في ثلاث قارات للاختبارات في أكاديمية أسباير.

وأشارت صحيفة نيويورك تايمز في تقريرها إلى أن قطر تستخدم ثرواتها من الغاز الطبيعي والنفط لرفع مكانتها بين عشية وضحاها في نواحي العمارة والتجارة والثقافة والتعليم والرياضة، ووضعت الحكومة خطة رسمية لقطر عام 2030 تعهدت فيها بأن تصبح البلاد من ضمن البلاد المتقدمة في غضون 16 عاماً.

ومن بين التحديات التي تواجهها قطر تشكيل فريق وطني قادر على المنافسة على المستوى العالمي في كأس العالم 2022 التي ستستضيفها البلاد، وعندما فازت قطر بشرف تنظيم المونديال في التصويت الذي جرى عام 2010  تمكن فريقها من التأهل للمرة الأولى دون خوض تصفيات بصفته المستضيف للبطولة، وذلك قبل أن تثار العديد من الشكوك حول تقديم رشاوى للحصول على هذا التنظيم.

وعندما تستضيف قطر نهائيات كأس العالم بعد ثماني سنوات من الآن،  ستكون معايير النجاح مختلفة بشكل كبير عن البطولة التي اختتمت يوم الأحد في البرازيل وحققت نجاحاً باهراً، إذا يجب على الحكومة القطرية أن تؤكد على قدرتها في استضافة هذا الحدث العالمي، وتقديم فريق وطني قادر على الوصول إلى أدوار متقدمة في البطولة.

زر الذهاب إلى الأعلى