ماهو “الوكيل الأدبي” في الإمارات؟

218582استضاف “كتاب كافيه” أمس الأول أمسية بعنوان «الوكيل الأدبي»، حاضر فيها الباحث ماجد بوشليبي أمين عام المنتدى الإسلامي، بمقر الكافيه في «مردف أبتاون» بدبي.

تحدث بوشليبي عن فكرة «الوكيل الأدبي»، حيث ذكر في البداية أن المسألة انطلقت من الحاجة إلى التفكير بصوت عال، بشأن الكتاب بالدرجة الأولى، وضرورة الارتقاء بمستوى الفني أو المحتوى الأدبي أو الفكري أو الثقافي عموماً، وأهمية الحاجة إلى تذوق الكتاب باستمتاع وغواية ذهنية لجديده ـ بالمعنى المعرفي ـ معتقداً أن نسبة ما ينشر بهذه المواصفات في الدولة خلال المرحلة الحالية لا تتجاوز واحد إلى مائة.

ولا بد من ترشيد عملية النشر، ومن هنا جاء التفكير بمشروع «الوكيل الأدبي».

ماهي مهمة الوكيل الأدبي؟

قال بو شليبي إن المقصود من الوكيل الأدبي لا يعني مدقق أو محرر النص أو مبتكراً للأفكار، كل هذه مفاهيم خاطئة لا تعبر عن مهام الوكيل الأدبي، فالوكيل الأدبي بعض من هذا وأشياء أخرى كثيرة، بينما تتركز مهام الوكيل الأدبي في اكتشاف المواهب، وتقديمها من أجل صناعة أسماء لامعة في مجتمع التأليف، فالوكيل الأدبي هو المستشار الأدبي، وكثير من دور النشر الكبرى لديها وكلاء معنيون بتسويق واقتراح أفكار جديدة.

كما أن «الوكيل الأدبي» يمكن أن يرعى كتب الخيال العلمي وكتب الأطفال، بالإضافة إلى الكتب الفكرية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها من الإصدارات.

مؤكداً أن «الوكيل الأدبي» له دور مباشر في الإطار الحقوقي أو القانوني، سواء لجهة حقوق الملكية الفكرية، وخاصة لجهة استلهام النصوص في الأعمال الدرامية المسرحية والتلفزيونية والسينمائية، أو لجهة الإخراج الفني من تصميم الغلاف والعناوين إلى التنسيق.

وأوضح بوشليبي أن «الوكيل الأدبي» ليس منافساً للناشر بكل المعاني، لأنه يقوم بدور الوسيط بين الكاتب والناشر، أي أنه سيكون شريكاً للطرفين، المؤلف والناشر.

لأنه قد يكون هناك ناشر جيد، ولكن بوجود «الوكيل الأدبي» سوف تحصل على كاتب جيد، وستتضمن استمراريته، والجميع يعرفون مشكلة الاستمرارية، التي واجهت العديد من الكتاب الجيدين في الإمارات، مشدداً أن «الوكيل الأدبي» بكل الأحوال يحرص على جودة المنتج مضمونياً وفنياً وتسويقياً في الإطار الاستشاري، ويحرص أيضاً على أن لا يدع الناشر يهمل المنتج الأدبي، وفوق كل هذا أن من أهم ما يحرص عليه الوكيل الأدبي هي تقديم قراءات مختصرة وجامعة للكتاب.

وأنه لن يتردد لحظة في رفض الكتاب الذي لا يرتقي بمحتواه إلى مستوى الجديد الثقافي المتميز، الذي يغني سوق الكتاب ويُثري الساحة الثقافية.

وختم بوشليبي بالإشارة إلى تجربة الروائي الإماراتي محمد خميس مع الوكيل الأدبي في الولايات المتحدة، حيث كتب ونشر روايته «سكابا» بالانجليزية.

داعياً إياه للحديث عنها، طالما يشارك في الأمسية.

وتحدث خميس عن تلك التجربة بالفعل، ملاحظاً أنه عندما قدم المخطوطة للوكيل، أخذها وعاد إليه بعد بضعة أيام، مبدياً إعجابه باللغة والسرد والقصة أو الحكاية الروائية، إلا أنه اقترح عليه القيام بتعديل مسار الرواية في مكان ما.

فيقول خميس إنه بعد التفكير طويلاً بالأمر استشار الناشر جمال الشحي، فقال له الأخير حرفياً «ليست هناك وصفة للنجاح».

يقول خميس إنه بضوء نصيحة الشحي رفض إجراء أي تعديل، وقبل الوكيل الأدبي بخياره، وتم الاتفاق معه على هذا الأساس، و»قدم لي خدمات ما كان لي أن أعرفها أو أحصل على ميزاتها»، من دون الوكيل.

من جهته تحدث خالد المدفع أمين عام هيئة الشباب والرياضة في وزارة الثقافة والشباب وتنمية المجتمع، فشكر بوشليبي على محاضرته القيمة، كما توجه بالشكر لدار «كُتّاب» لتنظيم هذا النشاط في إطار البرنامج الصيفي لهيئة الشباب والرياضة، تحت عنوان «صيف بلادي» الذي سيستمر بالتعاون مع دار «كُتّاب» طوال فترة الصيف.

ودار حوار مطول بين الحضور والمحاضر، اختتمه الناشر جمال الشحي بالتأكيد على أن الثقافة لن تجد رواجاً وإنتشاراً حقيقياً، ما لم تتحول إلى صناعة، معتبراً أن خطوة بوشليبي تصب في هذا الإطار.

زر الذهاب إلى الأعلى