تتذوق المرار ثلاث مرات في اليوم، تنتظر نبأ وفاتها مع كل قدمة خبز، أوملعقة أرز، خشية أن تكون مسممة، لتكن هي وبرفقتها 14 فتاة أخرى، الدرع الواقي لحياة القائد النازي، حيث تقلدن أخطر وظائف ألمانيا النازية خلال فترة الحرب العالمية الثانية.
“مارجوت وولك”، ذواقة هتلر، التي احتفظت بسر وظيفتها لمدة نصف قرن، حتى عن زوجها وأقرب المقربين لها، إلى أن بلغ عمرها 95 عامًا، حينما قررت البوح بالدور الهام التي كانت تلعبه في حياة هتلر.
15 فتاة في منتصف العشرينات، وظيفتهن تذوق طعام وشراب الزعيم النازي، خشية أن يكون ممزوجًا بالسم الإنجليزي، كما كان يتصور هتلر آنذاك، حينما كان يعيش في “وكر الذئاب”، المقر العسكري الواقع في بولندا، حيث كان يقضي أيامه الأخيرة أثناء الحرب العالمية الثانية.
“كنت أبكي بعد كل وجبة، فشيء عظيم أن تبقى على قيد الحياة”، كلمات تقولها وولك خلال مقابلتها مع قناة RBB الألمانية، لتصف شعورها خلال الساعة التي تنتظرها للتأكد أن الطعام خالي من السم.
وبرغم مهمتها الخطيرة في حياة هتلر، إلا أنها لم تراه طوال خدمتها له، نظرًا للحراسة الشديدة التي أحاطت به، حيث قالت: “المخاوف التي كانت تحيط بهلتر والشائعات حول محاولات تسميمه كانت تثير رعبنا وتمنعنا حتى من الاستمتاع بالطعام، كنا نخاف أن تكون كل وجبة نأكلها الأخيرة”.
وكتب لوولك مغادرة “عرين الذئب” بعد أن حاول أحد الضباط الألمان اغتيال هتلر بقنبلة، لكنه نجا وأعدم بعد ذلك 5000 ممن كانوا في القصر، وفي ذلك الوقت طلب جنود ألمان من وولك مغادرة المكان والعودة إلى أقاربها، لتكن هي الناجية الوحيدة من بين زميلاتها، اللاتي قتلوا جميعًا على يد الجنود السوفيت عام 1945.