كيف ساعدت دبي على دفع عجلة الاقتصاد في إيرلندا؟

horse-racing

قبل ثلاثين عاماً، جال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم على امتداد الأراضي الخصبة خارج العاصمة الإيرلندية دبلن، وتصور ما يمكن أن تكون عليه هذه الأراضي التي سرعان ما أصبحت واحدة من أفضل مزارع الخيول الأصيلة في العالم.

ويروي إلين هاتون وهو مدير تسويق الخيول الأصيلة في واحدة من أشهر اصطبلات إيرلندا أن الشيخ محمد جاء إلى إيرلندا وشاهد أشجار البلوط وأشجار الزان الكبيرة، وفكر بأن هذه الأراضي التي تنتج أشجاراً ومواشي بهذا الحجم يمكن أيضاً أن تنتج خيول أصيلة تنافس في السباقات والمحافل الدولية بحسب ما أوردت صحيفة أرابيان بيزنس.

وأضاف هاتون أن الشيخ محمد كان يملك نظرة ثاقبة في إمكانية تربية الخيول على الأراضي الإيرلندية وتوظيف مواطنين محليين لرعايتها، وقد ضاعف مساحة مزرعة خيول كيلدانغان إلى ثلاثة أضعاف لتغطي 1600 فدان لتضم العديد من الاصطبلات ومضمار للتدريب والسباق والعديد من المرافق الأخرى.

وتحت علامة دارلي التجارية التي يستخدمها الشيخ محمد لكافة أعمال تربية الخيول حول العالم، يتدرب الآن في المزرعة عشرات الخيول التي تنتمي لسلالات أصيلة فاز العديد منها بسباقات محلية ودولية خلال العشرين سنة الماضية، وتضم مزرعة كيلدانغان في الوقت الحاضر عشرة فحول تنتج سنوياً حوالي 100 مهر، ويدر كل فحل على المزرعة حوالي 50 ألف دولار في كل جلسة تلقيح للخيول التي يحضرها أصحابها من مختلف أنحاء العالم.

ويعد سباق الخيول الأصيلة واحداً من أهم الموارد الاقتصادية في إيرلندا، ويدر على البلاد حوالي 1.5 مليار دولار في السنة، ويمكن أن تتجاوز الأرقام الفعلية هذا الرقم بشكل كبير إذا ما أخذت أسعار الخيول والمردود الاقتصادي من بيعها بعين الاعتبار، ويجري حالياً تقييم المردود الاقتصادي الكلي لصناعة تربية الخيول في البلاد.

كما لعب الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوب نائب حاكم دبي دوراً هاماً أيضاً في تطوير صناعة تربية الخيول عندما قام بتوسيع مضمار خيول ديرينستاون من 375 فدان إلى 2000 فدان ويضم في الوقت الحاضر 5 فحول من الخيول الأصيلة.

ويعمل في مزارع الخيول التي يمتلكها شيوخ دبي في الوقت الحاضر 700 شخص من مختلف أنحاء إيرلندا بما فيها المناطق الريفية التي تشهد نقصاً في فرص العمل، وتضم الوظائف التي توفرها اصطبلات الخيول المدربين والأطباء البيطريين والفرسان وعمال التنظيف والعديد من الوظائف الأخرى.

وتساهم اصطبلات الخيول أيضاً في تنشيط الحركة التجارية في البلاد، لما تحتاج إليه من قش وأعلاف ومعدات بالإضافة إلى الأحداث والسباقات السنوية التي تجذب السياح وعشاق رياضة الخيول ، حيث تشير الإحصائيات إلى تزايد أعداد الزوار بنسبة 7% عام 2012 ، ونتج عن ذلك زيادة في الإيرادات المحلية بنسبة 12%.

زر الذهاب إلى الأعلى