مقال: إعلام اللا وعي

667788

لم يزل الإعلام القطري تائهاً في غيه ضائعاً في لاوعيه، مستمراً في سعيه الغث والرث، فاتحاً الثغرات مثيراً النعرات، غيرا مبالٍ بما ستؤول إليه هذه الشطحات والنطحات والرفسات والركلات. الإعلام القطري، يتوهم أنه يقود سياسة دولة عظمى، تمتلك ما تمتلك من القدرات ما يؤهلها لأن تضرب بعرض الحائط النتائج السيئة التي ستنتج عن هذه الهستيريا.. الإعلام القطري، نسي تماماً أن قطر من دون محيطها الخليجي ما هي إلا قشة على ظهر موجة عصبية فائقة الجنون

الإعلام القطري، يتقصد الإمارات بالذات، حكومة وشعباً وأرضاً، يدير البوصلة باتجاهها، مولياً الأدبار عن القضايا المصيرية، التي تحيق بأمن قطر أولاً وأمن دول الخليج العربي ثانياً.. فالدعم غير المحدود للعناصر المتطرفة ليس غفلة ولا سوء تصرف أو سوء حساب يمكن التراجع عنه في أي لحظة من اللحظات، بل هو جريمة تاريخية، لا يمكن علاجها ولو حتى بمشرط جراح مهر، لأن الأفاعي عندما تخرج من جحورها لا تعرف مربيها من عدوها، فهي الضواري المتوحشة، تلدغ بلا هوادة، ولأن النار عندما تحرق بيتاً فإنها لا توقف ألسنتها عن التعدي والتطاول على بيوت الآخرين، وليست قطر تلك الدولة التي تملك من الحصانة الجغرافية والثقافية، التي تردع عنها سفه الناقمين على كل حي يرزح على وجه الأرض.. ومن شاهد سكاكين هؤلاء الجهلاء يعرف جيداً، أن قطر يجب ألا تفرح باللعبة الجهنمية، لأنها ليست في مأمن من الشر المستطير.. وإعلام قطر الغارق في براثن الإسفاف والاستخفاف إلا لم يعنيه أمن الآخرين، فعليه أن يبعد النظر قليلاً عن أخمص القدم، وينظر إلى مستقبل هذا البلد الذي أصبح مستعمرة إخوانية بامتياز.. إعلام قطر يجب أن يعي جيداً أن الإساءة إلى الإمارات، لن يمنح قطر مكانة مميزة على خارطة العالم، لأن الإمارات بلد استطاع أن يضع بصمته الناصعة على جبين التاريخ، بفضل الأوفياء والقيادة الرشيدة، التي حققت الإنسان مجداً أصبح علامة فارقة على صفحات الكون الوسيع.

الإعلام القطري في نبرته العدوانية تجاه الإمارات إنما يخرب بيته بيده، لأنه ما عاقل راشد أن يصدق الأوهام، أو يعتنق فكرة يشيعها الهوام، ومن في صدور الأسقام، ومن يسعون للإفساد تحت جنح الظلام، ومن يعتقدون أنهم بتوجيه السباب إلى الإمارات، ينجزون الكوميديا الإلهية، أو رسالة الغفران، أو يضعون تصنيفاً جديداً لتشريعات حمورابي.. الإعلام القطري، يبدو أنه يدار من قبل قوى خفية، توارت خلف أقلام مصطنعة لتنفذ أجندة تفتيتية، المراد منها تمزيق قماشة الثوب الواحد، ليسعد الإخوان ومن والاهم، ومن سار وراءهم، ومن حلف باسمهم.

الإعلام القطري، إن لم يسترشد بالحقيقة، فإن الحقائق سوف تهدي قلوب من توهموا، ولكن بعد فوات الأوان، وبعدها لن يفيد الندم على نكران النعيم.

زر الذهاب إلى الأعلى