فرحات حسام الدين-صحيفة الأهرام: المواطن الديجتال هو مشروع دولة الامارات العربية الشقيقة، الفائز بالمركز الأول لجائزة القمة العالمية لمجتمع المعلومات، التى عقدت فى جنيف فى يونيو الماضي، فكان للإمارات.
باعتراف تلك القمة فضل السبق والمبادرة بتنفيذ هذا المشروع، بعد أن أدركت أنه فى حالة عدم وجود مواطن إماراتى رقمى »لا لزوم لوجود الحكومة الالكترونية التى سبقت الامارات الى اكتمال تطبيقها عام 2001، فكانت أول حكومة الكترونية فى الوطن العربي، وهى تعنى ببساطة انجاز الخدمات وجميع المعاملات بين المواطنين والمقيمين وتلك الحكومة بسرعة فائقة، وذلك من خلال شبكات المعلومات والاتصالات الحديثة (الانترنت ـ الكمبيوتر ـ التليفون ـ وما يستجد) دون حاجة إلى ذهاب صاحب المعاملة أو من ينوب عنه الى دواودين وادارات الدولة المختلفة، فحصدت الامارات بتلك الحكومة المركز الأول هذا العام فى تصنيف الأمم المتحدة لبرامج الحكومات الالكترونية على صعيد دول الشرق الأوسط وافريقيا،
و«المواطن الاماراتى الرقمي« الذى بدأت الامارات فى تنفيذه منذ عام 2001، فقدمت إلى عالم ومجتمع المعلومات الدولى نموذجا يجدر أن يحتذى به، يقوم ببساطة على تدريب المواطنين والمقيمين مجانا ـ دون أن يتحملوا أى اعباء ـ على استخدام وسائل الاتصالات الحديث، يحصل بعده المواطن أو المقيم بعد اكتسابه المهارات الالكترونية بكفاءة، عالية، على شهادة »مواطن رقمي« ثم توفر له الدولة شبكات انترنت متطورة، تقدم خدماتها اليه بتكلفة اقل وسرعة أعلى، لانجاز معاملاته مع حكومة الالكترونية بشفافية وسرعة، وبتسلسل دقيق ومساواة لا تميز بين مواطن ومقيم وآخر وذلك اختصارا وتوفيرا للوقت والمال والجهد على مدى 24 ساعة.
وكانت مصر التى حصلت على جائزةالقمة العالمية لمجتمع المعلومات هذا العام لمشروع برنامج تشغيل الشباب فى مصر باستخدام وسائل الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات قد بدأت اولى الحكومة على الشبكة العنكبوتية، واشتمل المشروع على مراحل مهمة يجرى تنفيذها على مدى خمس سنوات ويقدم عدد من وزارات الخدمات عبر هذا الموقع خدماته اليومية للمواطنين.
كما انجزت مصر مراحل عديدة من مبادرتها لاقامة مجتمع المعلومات باستخدام تكنولوجيا الاتصالات للاسراع فى التحول نحو الحكومة الالكترونية واقامة صناعات متطورة فى هذا المجال، إضافة الى تدشين النطاق الالكترونية باللغة العربية بامتداد مصر يحمل رمز الدولة، وانشاء التجمعات التكنولوجية (القرية الذكية ـ والمنطقة الاستثمارية التكنولوجية بالمعادي)، وتأسيس جيل جديد من محترفى تكنولوجيا المعلومات والاتصالات واطلاق مشروع الانترنت المجانى بتكلفة الاتصال التليفونى المحلي، وتنفيذ مشروعى الحاسوب لكل اسرة ولكل تلميذ، كما طلب الرئيس عبدالفتاح السيسى من وزير الاتصالات البدء فى إجراءات إقامة المجتمع الرقمى لتحقيق العدالة الاجتماعية ومكافحة الفساد.
وإذا كان قد تردد فى مصر أخيرا مصطلح »المواطنة الرقمية« وهو يعنى ببساطة وبالتحديد الحقوق والواجبات العشرة التى يجب أن يلتزم بها مستخدموا وسائل الاتصالات والمعلومات الحديثة، فإننا الان فى حاجة فى وجود »المواطن المصرى الديجيتال« مع أخذ تجربة الامارات نموذجا بحيث يصبح المطلوب من المواطن المصرى التعامل مع الانترنت والحكومة الالكترونية تعاملا صحيحا ينفعه ويحقق مصالحه ويكسبه المعرفة، ولا يستخدمهما استخداما جزافيا يضره فينطبق عليه قول الإمام الشافعى »مثل الذى يطلب المنفعة والعلم جزافا كمثل حاطب فى الليل، يقطع حزمة حطب ويحملها ولعل فيها افعى تلدغه وهو لا يدري«!.