يبدو أن صور السيلفى، فرضت نفسها على كل تفاصيل الحياة اليومية حتى اخترقت موقع فريضة الحج المقدسة عند المسلمين، فالبعض لم يكتف بأداء شعائر الحج للتقرب من الله، بل لجأ إلى مشاركة أصدقائه وأقاربه مشاعره من خلال صور السيلفى عبر مواقع التواصل الاجتماعى كذكرى له فى ذلك المكان المقدس، وعلى الرغم من أن مفتى الديار المصرية دكتور على جمعة سبق أن أكد أن التقاط صور السيلفي يتناقض مع قدسية تلك الشعائر بقوله خلال أحد المقابلات التليفزيونية؛ “اللي يصور نفسه سيلفي مع بيت الله الحرام تهريج وميرضيش ربنا”، ولكنها لم تجد لها آذاناً صاغية عند الشباب، فظهر على موقع التويتر هاشتاج بعنوان “سيلفي الحج” والذى ضم عدداً كبيراً من الصور للحجاج خلال أدائهم مناسك الحج.
التقاط الصور بجانب الكعبة كانت أبرز الصور السيلفى بالإضافة إلى الصور بجانب المسجد النبوى ولكن أبرز صورة كانت لأكثر من عشرين شاباً فى الحج نشروا صورة سيلفي لهم تحت عنوان: “هل يمكن أن تنجح صورة سيلفى الحج فى تجاوز صورة سيلفى الأوسكار؟ ساعدونا فى تحقيق ذلك وقولوا.. ما شاء الله!”.
فى المقابل لم تمر ظاهرة صور سيلفى الحج مرور الكرام فقد ظهرت التعليقات الساخرة على هذه الظاهرة عبر نفس الهاشتاج «سيلفى الحج»، فتساءل «حماد» غاضباً: ما هذه البدعة الضالة المضللة، «سلفي» في الحجِ ما سمعنا بهذا أبدًا يا أيها الناس اتقوا ربكم، أما سلمى مصعب، فقالت: «مواقع التواصل الاجتماعى ليست مكاناً للعبادة»، وانتقد أيمن نور الظاهرة قائلاً: «سيلفي الحج آخر تقاليع الاستهزاء».
“السيلفي” يتسبب فى بطلان فريضة الحج، «كان تعليق دكتور “أحمد محمود كريمة”، أستاذ الشريعة الإسلامية جامعة الأزهر على تلك الظاهرة، فبحسب كريمة، الحج شعيرة من شعائر الله المقدسة التى تتطلب النية الخالصة وعدم الشرك بالله فيه: الشرك بالله ليس فقط أن تؤمن بأحد آخر معه ولكن هو ألا تكون نيتك خالصة له وأنت تقوم بالفريضة، فتفقد ثوابها، لذا فالسيلفي يعد نوعاً من الرياء، وفيه اهتمام بالدنيا على حساب الله، لذلك فهى تبطل فريضة الحج، وأنهى «كريمة» حديثه: «اتقوا الله في شعائره ولا تجعلوها تفاخراً بينكم أو رياء».