كشف الجيش الأردني ولأول مرة في تاريخ الصراع العربي الإسرائيلي عن تفكيك أجهزة تنصت ومتفجرات كان زرعها الجيش الإسرائيلي قبل 45 عاماً بالتعاون مع خبراء إسرائيليين وبصورة كان ينبغي أن تكون سرية لكنها تكشفت جراء ما أثير حول (كنز هرقل).
و قدم رئيس هيئة الأركان المشتركة الأردني الفريق أول مشعل محمد الزبن بحضور رئيس الوزراء عبدالله النسور إفادة مثيرة بعد ظهر الثلاثاء في مقر رئاسة الحكومة حول عملية الحفريات التي أثيرت في محافظة عجلون شمالي البلاد في الشهر الماضي.
وعلم أن كشف رئيس هيئة الأردني للمعلومات التي يفترض أنها في صُلب الأمور العسكرية السرية، جاء تنفيذاً لتوجيهات عليا لوضع حد لمسلسل (كنز هرقل) الذي اثار بلبلة كبرى في الشارع الأردني.
وحسب الفريق أول الزبن فإن السلطات الأردنية اضطرت إلى الاستعانة بخبراء وأجهزة من إسرائيل لإزالة مخلفات عدائية لها علاقة بحرب عام 1967، موضحاً أن تقنيات إسرائيلية إستعملت بإشراف القوات المسلحة لإزالة هذه العناصر حرصا على الأمن العام بحسب ما ذكر موقع إيلاف.
وجاء كشف الزبن عن هذه التفاصيل خلال مؤتمر صحفي عقد في دار رئاسة الوزراء بحضور رئيس الوزراء عبدالله النسور ووزير الداخلية حسين المجالي ووزير الدولة لشؤون الاعلام والاتصال محمد المومني، وعرض رئيس الأركان على الصحافيين صوراً لعمليات الحفر، تؤكد الرواية العسكرية، وتظهر الصور عملية التخلص من أسلحة التجسس الإسرائيلية في ارض عجلون والتي تم الإدعاء بأنه تم العثور على صناديق ذهب فيها.
و قال الفريق أول مشعل الزين بان القوات المسلحة اضطرت لكشف تفاصيل ما حدث في عجلون ، وبانه في عام ٢٠١٣ وقع انفجار في طريق الخالدية المفرق عبر اجهزة تجسس اسرائيلية تم زرعها في الستينات، حيث باشرت القوات المسلحة بالتحقيق وتبين بان هنالك ‘٦’ مواقع لاجهزة تجسس.
واضاف الزبن بأن الاردن كان طلب توضيحاً من الجانب الاسرائيلي الذي اوضح بأن الاجهزة تم زرعها في ستينات القرن الماضي وبان الانفجار تم نتيجة لعوامل طبيعية.
واشار إلى ان احد اجهزة التجسس كان في طريق بغداد الدولي، وجهازاً آخر زرع في عام ١٩٦٩ بالقرب من جامعة عجلون في مكان ارض “كنز هرقل” المزعوم.
واشار رئيس الأركان الى ان القوات المسلحة قررت التعامل مع القضية في عطلة نهاية الاسبوع يوم الخميس الموافق 19 سبتمبر (أيلول)، حيث تم اجراء تفجير اجهزة التجسس بالاستعانة بكافة الاليات والمعلومات من الجانب الاسرائيلي، واعرب الزبن عن اسف القوات المسلحة عن ما تم نشره في وسائل الاخبار حول العثور عن الدفائن في ارض عجلون ، كما شدد على أسفه لأن القوات المسلحة اضطرت إلى كشف المعلومات “العسكرية الحساسة” .
وكشف القائد العسكري الأردني بانه هو من طلب من وزير الداخية حسين هزاع المجالي ورئيس الوزاء بالتصريح في وقت سابق بأنه تم زرع كايبلات للقوات المسلحة حرصاً على عدم كشف المعلومات العسكرية.
وأكد الزبن بأن ما ذكر عن الذهب محض افتراء و سنلاحق كل من يروج أية إساءات تمس أمننا.
من جانبه قال رئيس الوزراء عبدالله النسور بأن تأخر الحكومة في توضيح ما حدث في عجلون فتح المجال للإشاعات التي مست الوطن ورموز الوطن، وأضاف النسور بأن البلد في حالة حرب وعلى وسائل الاعلام تحري الدقة في نشر الاخبار.
ممثل محافظة عجلون في المجلس علي بني عطا طالب علنا بحصة “المواطنين” التي ينص عليها قانون الحفائر والدفائن من الكنز المفترض، وسط حالة إنكار ونفي رسمية وحمى شائعات غير مسبوقة.
واتهم النائب بني عطا الحكومة الأردنية بانها “مغيبة” عن الموضوع الذي شغل الرأي العام شمالي المملكة، وتحدث عن تصرفات مريبة للمسؤولين المحليين، وهوس الحديث عن كنز الإمبراطور هرقل المدفون في قرية قرب ناحية إرحابا شمالي الأردن أصبح قضية كبرى لا يمكن تجاهلها.
منع جرافة
وفي تطور آخر، كانت السلطات الأردنية منعت الأسبوع الماضي عبور (جرافة) كانت ترافق عضو مجلس النواب هند الفايز على أساس الحفر مجددا في موقع “كنز هرقل” المفترض للبحث عن أدلة وقرائن تساند رواية (الكنز العظيم) التي لا زالت تشغل الرأي العام فيما تنفيها السلطات.
ويشار الى أن الفايز وزميلتها في مجلس النواب رولا الحروب تقودان الإصرار في الوسط النيابي على عدم تصديق رواية الحكومة حول ما يسمى محليا بـ”حفريات عجلون” شمالي المملكة.
وتواصل إصرار بعض نواب المجلس في الأوان الأخير على إكتشاف كمية كبيرة من الذهب خلال عملية حفر معزولة وسرية، فيما ركب الموجة تيار المتقاعدين العسكريين عندما تحدث عن شواهد لنقل الدفائن التي عثر عليها إلى مكان مجاور وتحديدا لإسرائيل.