تدخّلت الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب في دبي، وساعدت مقيمة (فلسطينية)، اتخذت من أحد مساجد مطار دبي سكناً لها لمدة أربعة أيام، ولم يكن بحوزتها جواز سفر، أو أموال لشراء تذكرة طيران للسفر إلى الأردن.
وروى مسؤولون في الإدارة، أن «المقيمة (عبير) سكنت مسجد المطار، بعد أن عجزت عن السفر، لعدم امتلاكها قيمة تذاكر الطيران لها ولابنيها، ولوجود مخالفات إقامة بمبالغ مالية كبيرة متراكمة عليها».
واتجهت المقيمة إلى مسجد المطار، يوم الإثنين الماضي، واتخذت منه سكناً، لعدم قدرتها على سداد إيجار أي شقة في الإمارة.
وتابع مدير الإدارة العامة للإقامة وشؤون الأجانب، اللواء محمد أحمد المري، قصة المقيمة، أمس، وتوجّه إليها في المطار، وقرر على الفور إنهاء كل غرامات الإقامة المترتبة عليها وعلى ولديها، ووجّه بسداد ديون مترتبة عليها لأحد المستشفيات، الذي حجز جواز سفرها، وشراء تذاكر طيران لها لتسافر إلى أهلها في اليوم نفسه بحسب صحيفة الإمارات اليوم.
وقال مدير الجوازات في مبنى (1)، الرائد ماجد علي راشد، إن «عمال نظافة في المطار لاحظوا أن المرأة تقيم في مصلى النساء منذ أربعة أيام، فتمّ التواصل معها لمعرفة أسباب سكنها في المسجد، وبإبلاغ مدير عام الإدارة بحالتها، قدم إلى المطار وتدخّل لإنهاء أزمتها، وإلغاء الغرامات المترتبة عليها، بوصفها حالة إنسانية».
وأضاف راشد: «تواصلنا مع المستشفى الخاص وسدّدنا قيمة الفاتورة، وتسلمنا جواز سفر المقيمة، ثم تواصلنا مع القنصلية الفلسطينية في دبي، التي بادرت بإضافة الطفلة الرضيعة إلى جواز الأم، وحجزنا لها تذكرة طيران، لتسافر في اليوم نفسه إلى أهلها في الأردن».
وأبدت المسافرة (عبير) سعادتها بعد انتهاء أزمتها، التي جعلتها من دون مأوى لأيام عدة، وأضافت: «كنت أقيم في دبي مع زوجي قبل أن يسافر إلى الأردن، في انتظار الانتقال إلى عمل جديد، لكنه فشل في العودة إلى الدولة لانتهاء إقامته، والأموال التي معي نفدت، ولم أستطع سداد إيجار منزلي».
وتابعت: «كان جواز سفري محجوزاً في مستشفى خاص، لأنني لم أسدّد كُلفة ولادتي ابنتي قبل خمسة أشهر، وأمام هذا الوضع لم أجد مفراً سوى الذهاب إلى المطار، وبقيت في المسجد أنا وابني الصغير وابنتي الرضيعة، لأننا لا نملك حلاً».
وقالت: «لم أكن أعرف أين أذهب، ولا أملك مالاً لأسدّد ديني للمستشفى وأتسلم جواز سفري المحجوز لديه، ولم يكن لديَّ مال لأشتري تذكرة طيران، وليس لي أهل أو أقارب يساعدونني في محنتي».
وأكملت: «بقيت عاجزة في المطار، حتى فوجئت بمسؤولي الجوازات يبحثون مشكلتي، وعملوا كخلية نحل لاستعادة جواز سفري، وإنهاء ديوني والغرامات المترتبة عليّ، ووفروا لي قيمة تذكرة الطيران».
وأوضحت قبل دقائق من سفرها: «عادت لي البسمة بعد أيام عدة لم أعرف فيها طعم النوم، وكان البكاء يلازمني ليلاً ونهاراً، حتى تدخّل مسؤولو (إقامة دبي) لإنقاذي».