انتشر مؤخراً على العديد من المواقع الإلكترونية ظاهرة جديدة تعرف بـ”المخدرات الرقمية” وأن لها تأثيراً سيئاً على المخ يشابه إلى حد كبير تأثير المخدرات التقليدية المعروفة بل إنها أشد خطراً منها
ووفقاً لبعض التقارير التي عرضت على بعض القنوات الفضائية والتي صورت حالتين لشابين يعانيان من حالات اندماج جراء تأثير نوع معين من الموسيقى بحركات تشبه الصرع الا أن كافة المختصين الذين تحدثت إليهم شرطة دبي نفوا وجود اي حالات لمثل هذا النوع من المخدرات في الامارات وحذروا من خطورة الترويج لها ودعوا إلى مراقبة الأهل للأبناء.
ووفقاً لتقرير المنظمة العربية للمعلوماتية والاتصالات والذي أكد أن ما يسمى المخدرات الرقمية أمر مبني على تقنية قديمة تسمى «النقر بالأذنين» اكتشفها العالم الألماني هنري دوف عام 1839 واستخدمت لأول مرة عام 1970 في علاج بعض حالات الأمراض النفسية كالأرق والتوتر ووضحت المنظمة أن المخدرات الرقمية هي ذبذبات الصوت دلتا وثيتا وألفا وبيتا وليس هناك دليل على أنّها تسبب الإدمان بحسب المركز الإعلامي في شرطة دبي.
ومن جانبه أكد العقيد عيد بن ثاني حارب مدير الإدارة العامة لمكافحة المخدرات بشرطة دبي أنه لم تسجل اي حالات لما يطلق عليه «المخدرات الرقمية» في الدولة لافتاً إلى أنه لا يوجد دليل علمي ولا ورقة بحثية واحدة ذات قيمة تؤكد أن ما يعرف بـ «المخدرات الرقمية» تؤدي لأعراض الإدمان أو تسببه رافضاً إطلاق مسمى مخدرات عليها.
وقال العقيد بن ثاني : إن الاعلان عن المخدرات الرقمية ليس جديداً وإنه جرى الحديث عنها منذ سنوات وأنه لا يمكن إطلاق لقب مخدرات على أي نوع من الموسيقى مهما كانت لأن المخدرات التي نعرفها عبارة عن مواد ملموسة تذهب العقل ومنها أنواع كثيرة ومعروفة حتى لو ظهر الكثير من مشتقاتها.
ولفت بن ثاني ايضاً إلى أنه لا توجد أي حالة او اشتباه في حالات تعاني من هذا النوع من الإدمان في الإمارات وأنه حتى لو ظهرت يجب ألا تمنح اكثر من حجمها لأن وسائل الإعلام تلعب دوراً كبيراً في البحث عنها إذا كانت موجودة داعياً أولياء الإمور إلى مزيد من الحرص في متابعة تصرفات أبنائهم خاصة في غرفهم الخاصة والاطلاع على قائمة أصدقائهم والمواقع التي يدخلون عليها.
وقال العقيد د. جاسم خليل ميرزا إنه حتى الآن لم تحدد أي حملات توعوية تتعلق بهذا النوع من المخدرات لأنها لا تشكل ظاهرة مجتمعية أو حتى حالات بسيطة إلا أن شرطة دبي تتخذ العديد من الإجراءات الاحترازية في سبيل التوعية بأضرار المخدرات بشكل عام بكافة أنواعها وأنها مستمرة في التوعية على مدار العام خاصة على المدارس وكما أنها تتطرق إلى أساليب مستحدثة في التوعية تناسب مع كافة الاعمار
وأضاف ميرزا إنه يجب عدم وضع جهاز الحاسوب في غرفة الأطفال بل يجب أن يكون في مكان مفتوح سهل الرقابة ويجب تشجيع الأبناء على الاندماج في أنشطة اجتماعية وتطوعية تفرغ طاقاتهم بشكل إيجابي وتمنحهم شعوراً بتقدير الذات ويجب بناء روابط إنسانية مع الأبناء خاصة في فترة المراهقة بما يضمن مصارحتهم لآبائهم حول تجاربهم غير الآمنة بدون خوف من العقاب.
ودعا العقيد جاسم وسائل الاعلام إلى القيام بدور ايجابي وأنه يجب توعية الشباب بأن موضوع المخدرات الرقمية هو مجرد وهم يؤدي لفقدان المال وإضرار الجهاز السمعي ليس أكثر.
ومن جانبه قال المقدم خالد بن مويزة مدير إدارة المعلومات المركزية في الإدارة العامة لمكافحة المخدرات في شرطة دبي : إن انتشار ما يعرف بمصطلح « المخدرات الرقمية» مؤخراً مثل النار في الهشيم ما هو إلا زوبعة اعلامية ودليل على الفراغ وأن الحالات التي عرضت في المواقع الاجتماعية على الإنترنت لم تكن واقعية بل مجرد تمثيل.
ويرى المختصون أن ما يحدث هو إدمان نفسي وليس إدماناً فعلياً لهذا النوع من الأصوات وغالباً ما يقوم المتعاطى لهذا النوع من المخدرات بسماع النغمات عن طريق هيدفون – نوعية جيدة – مع صوت عال وتكون الإنارة خافتة ويغطي عينيه بقطعة من القماش ويكون في حالة استرخاء تام بعدها يقوم بتشغيل الملف الصوتي وتكون قوة الصوت مابين 1000 إلى 1500 هيرتز ما قد يؤثر على جهازه السمعي.