وجه الشيخ فلاح الندا، أحد شيوخ عشيرة الندا، التي ينتمي إليها صدام حسين، انتقادات لاذعة لعائلته لما قال إنه بذخ لا ضرورة له في زفاف ابنة رغد صدام حسين، في وقت يعاني فيه النازحون في محافظات البلاد مشيرًا إلى إنه كان الأجدر بها مراعاة شعور النازحين والمهجرين من مناطقهم في مختلف مناطق البلاد.
وأضاف مخاطبًا عائلة صدام قائلاً “كان من الافضل أن تكون حفلة حنة عادية وعرساً عادياً تضامناً مع أهلكم في العراق .. أم أنكم نسيتم إنكم عراقيون؟ وهل كان من الضروري نشر صور حفل الحنة وبوفيه الحلويات .. أما كان من الأجدر أن تحافظوا على شعور الفقراء والنازحين في مناطقكم الذين يسكنون الخيم في هذا الشتاء القارص”، في إشارة إلى نزوح حوالي مليوني عراقي من مناطقهم أمام تقدم تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” واحتلاله لها، كما قال في تعليق على شبكة التواصل الاجتماعي “فيسبوك” تناقله ناشطون.
وتساءل الشيخ الندا مخاطبًا عائلة صدام: “أليس من الأجدر أن تكون لكم خصوصية والعروس تحتضن عريسها بملابس لا تليق بها ونصف عارية .. ولا تحسبوا حساب شعور أهالي الشهداء في أربيل وتكريت والعلم وكركوك والنجف والحلة وكربلاء والبصرة وكل العراق .. اللهم أشهد اني أبرا اليك مما يفعله هؤلاء”.
وقال: “أنا والحمد لله والكل يعرفني ابن عز .. ولكن انا لا ولم ولن أعارض الافراح وبالعكس خليهم يفرحون.. وأصلاً هم ماجايين على بالي سواء فرحوا أو حزنوا واللي ما يسأل عنا ساعة الضيق ما نسأل عنه ساعة اليسر ولكن أنا كنت أتمنى عليهم أن لاتنزل صور العرس على صفحات التواصل .. لازم الواحد تصير عندو خصوصية وبعدين قبر الرئيس (صدام حسين في تكريت) ما صار فترة قصيرة من فجرته المليشيات .. ما يستحق الواحد يحزن عليه؟ وهذا اعتراضي مع احترامي لآرائكم”.
وكانت مليشيات مسلحة قد فجرت القبر في تموز(يوليو) الماضي، والذي أقامته عائلته في بلدة العوجة بمدنية تكريت مسقط رأس صدام حسين بمحافظة صلاح الدين (175 شمال غرب بغداد). وأضاف الشيخ فلاح الندا قائلا “انا عايش مع الناس ومهجر معهم وأنا أنظر من منظار الناس اللي عايشين بالخيم .. ولمعلومات الإخوة المعلقين سواء انتقدوني أم لا فإني أقول إن هناك أناساً بقوا بين نارين في كل المحافظات لأنهم لا يملكون أية أموال وليس هناك من يعينهم .. ولكنهم يؤكدون أنهم ليسوا بحاجة إلا لرحمة رب العالمين .. حسبنا ونعم الوكيل”.
وتأتي هذه الانتقادات لما قيل إنه حفل زفاف أسطوري تستعد عائلة الرئيس العراقي السابق لإقامته في عمان لحفيدته بنان من ابنته الكبرى رغد زوجة حسين كامل وزير الدفاع الأسبق الذي انشق عن صدام عام 1995، وطلب اللجوء السياسي في الاردن، ثم قتل لدى عودته إلى بغداد من عمان التي كان لجأ إليها انذاك بحسب ما ذكر موقع إيلاف.
ونشرت عائلة صدام صوراً الأسبوع الماضي على شبكة التواصل الاجتماعي للاستعدادات لحفل الزفاف ولبطاقة دعوة وجهتها رغد باسمها واسم محمود والد عريس ابنتها بنان مكتوبة على بطاقة على شكل نسر صلاح الدين الذي اتخذه حزب البعث الذي حكم العراق 35 سنة بين عامي 1968 و2003 شعاراً له.
وسينظم حفل زفاف وصف بالضخم في العاصمة الاردنية عمان، التي تستضيف فيها حكومتها رغد صدام حسين منذ سقوط نظام والدها ورحيلها إلى هناك، فيما استقرت والدتها ساجدة خير الله وابنتها الصغرى حلا في العاصمة اليمنية صنعاء.
وجاء نشر هذه الصور لمناسبة يوم الحنة الذي يسبق حفل الزفاف بأيام بحسب التقاليد العراقية وظهرت فيها بنان وهي ترتدي ثوبًا زهريًا مطرزاً بخيوط فضية .. وأخرى لرغد صدام تقلد ابنتها وشاحًا أصفر لماعًا.. ولطاولة الحلوى الخاصة بيوم حنتها مزينة بكؤوس حملت شعار الجمهورية العراقية في عهد جد العروس صدام مزركشة بالدانتيل الأبيض، وعلى حدة تقف أمها رغد قبالتها . وتشير بطاقة زفاف بنان من شاب عراقي هو رعد محمود إلى أن حفل الزفاف سيتم في الرابع والعشرين من الشهر الحالي في قاعة فندق “الفورسيزون” في عمان.
