في عام 1997، عندما كان الاتصال بالإنترنت لا يزال في بداياته و لم يصبح بعد شائعاً كما هو اليوم ،أشارت دراسة أجريت في تقارير الطب النفسي أن هناك حالات فردية من المشاكل بسبب استخدام الكمبيوتر بشكل مفرط،و لكن الدراسة لم تستعمل مصطلح “الإدمان” لوصف هذه المشاكل ، إلا أن علماء النفس كانوا بالفعل حذرين ، خاصة أن نفس الدراسة أشارت إلى أن استخدام الإنترنت أصبح يؤثر على الحياة اليومية لمعظم المستخدمين الذين استطلعت آراؤهم و الذين بلغ عددهم 563، وفي بعض الحالات أدى إلى مشاكل “مماثلة لتلك التي وُجدت في الإدمان.”
أما اليوم، و رغم أن “إدمان الإنترنت” هو شرط سريري لا يزال موضع جدل، و لم يتم تشخيصه بشكل رسمي لنعلم ما قد يعنيه بشكل فعلي، أصبح من الواضح بشكل متزايد أنه قد يكون صعب العلاج ،و كتبت ” ماريا Konnikova في مقال جديد حول هذا الموضوع لمجلة نيويوركر أن هناك شيئا مختلفا، وأكثر تعقيدا، حول إدمان الإنترنت، وعلى عكس القمار فإن الإدمان على الإنترنيت صعب التشخيص ، و بالتالي من الصعب علاج اضطراب لا يستطيع الخبراء حتى الاتفاق على ماهيته، أو ما إذا كان موجودا، كما أن هناك خط رفيع بين استخدام الإنترنيت المفرط و بين الاستخدام المرضي، و الذي يعتبر أكثر نذرة و يضم أعراضا قد تكون خطيرة على الصحة مثل السهر و عدم النوم لأيام متتالية .
وقال مارك بوتنزا، اختصاصي الإدمان في جامعة ييل النيويوركر أن استخدام الإنترنيت كل يوم لا يعني أنك مدمن لأننا لا نعلم متى نتحدث عن الإدمان عندما يتعلق الأمر بالإنترنيت الذي أصبح جزءا لا يتجزأ من حياتنا اليومية ، و بالتالي من الصعب علاج شيئ لا نعرف ماهيته و لا نعرف الكميات التي قد تكون صحية و الكميات التي ستضر بصحتنا كما هو الحال بالنسبة للكحول و القمار و غيرها من حالات الإدمان المعروفة ، و قد يصبح الحديث في المستقبل القريب عن إدمان وسائل التكنولوجيا الحديثة بشكل عام و ليس الإنترنيت فقط.