هل تنظيم “الدولة الإسلامية” قادر على استقطاب المزيد من الجهاديين بالمنطقة المغاربية؟

إعلان جماعات متشددة “مبايعتها” لتنظيم “الدولة الإسلامية” في كل من تونس والجزائر والمغرب، إضافة إلى الوضع السائد في ليبيا، يثير الكثير من التساؤلات حول قدرة هذا التنظيم على استقطاب المزيد من الجهاديين على مستوى المنطقة وتقوية صفوفه بها.

تثار الكثير من الأسئلة حول قدرة تنظيم “الدولة الإسلامية” على استقطاب المزيد من الجهاديين وتقوية صفوفه على المستوى المغاربي. ويأتي هذا بعد إعلان مجموعة من الجماعات المتشددة في كل من تونس والجزائر والمغرب “مبايعة” التنظيم.

ففي تونس، “بايعت” جماعة “كتيبة عقبة بن نافع” التنظيم، ودعته “إلى التقدم وتحطيم عروش الطغاة في كل مكان”، بحسب ما جاء في بيان لها. وكانت هذه الجماعة جزءًا من تنظيم “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”.

وفي الجزائر كانت جماعة “جند الخلافة” المتشددة أعلنت انشقاقها عن “القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، ومبايعة أبو بكر البغدادي زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”، متهمة القاعدة بـ”حيادها عن جادة الصواب” وفقًا لـ “France 24”.

وأعلن أمير منطقة الوسط في تنظيم “القاعدة” خالد أبو سليمان، واسمه الحقيقي قوري عبد المالك، قيادته للجماعة. وقال أبو سليمان مخاطبًا زعيم تنظيم “الدولة الإسلامية”؛ “إن لكم في مغرب الإسلام رجالاً لو أمرتهم لأتمروا ولو ناديتهم للبّوا ولو طلبتهم لخفّوا”، مشيرًا إلى أن تنظيم القاعدة الأم وفرعها في المنطقة “حادا عن جادة الصواب”. وكانت أول عملية دموية نسبها “جند الخلافة” لنفسه عملية اختطاف وقتل الرهينة الفرنسي إيرفيه غورديل.

وفي المغرب اعتقلت السلطات نهاية الأسبوع الماضي ستة أشخاص بشمال شرق المملكة أعلنوا في شريط فيديو، بث على الإنترنت، “مبايعتهم” لتنظيم “الدولة الإسلامية”. وكانت هذه أول مجموعة تظهر إلى العلن في المغرب “تبايع” التنظيم.

جماعات معزولة

فسر أستاذ العلوم السياسية الفرنسي، “كريم أملال”، مبايعة هذه الجماعات لتنظيم “الدولة الإسلامية” بكونها “لم تعد مهيكلة”، كما كانت عليه في السابق، و”تم هدم بنيتها التحتية”، موضحًا؛ أن هذا الجماعات “أصبحت معزولة وهي تبحث عن كيان جديد للارتباط به”.

وتابع أملال؛ أن انجذاب هذه الجماعات لتنظيم “الدولة الإسلامية” يرجع إلى كون التنظيم “كيان يوجد تحت الأضواء اليوم، ويبدو لهذه الجماعات أنه الأكثر فعالية، وهو بالنسبة إليها نفحة أوكسجين للعزلة التي وجدت نفسها فيها”.

وقال أملال؛ إن المجموعات المتشددة “معزولة عن بعضها البعض في الجزائر”، إلا أنه حذر من كون تنظيم “الدولة الإسلامية” يمكن له أن “يوحد بين هذه الجماعات وتكون عامل جذب للكثير من الشباب في الجزائر والمغرب وتونس”.

المقاربة الأمنية غير كافية

وبدل المقاربة الأمنية الأحادية في مواجهة فكر هذه الجماعات من قبل الدول المغاربية، طرح أملال جملة محاور بإمكانها أن تشكل ركائز في التصدي له، ويتعلق الأمر “بتوفير العمل للعاطلين”، نزع فتيل ما سماه “القنبلة الاجتماعية”، و”انفتاح الأنظمة السياسية في هذه البلدان، ومحاربة الفساد فيها، ومنح معنى للعيش المشترك عبر أرجائها”.

ولمواجهة الفكر المتشدد لهذه الجماعات، يتفق الكثير من الخبراء في الإسلام المتشدد حول اتباع مقاربة شاملة، توازي بين العامل الفكري والأمني، ويؤكد الكثير منهم أن الإشكال يكمن في أن الكثير من الجهاديين يتنقلون من مجموعة إلى أخرى دون أدنى مشكل رغم اختلاف مسمياتها، إذ تتشارك عمومًا نفس الأفكار ونفس التوجهات.

الرد المغاربي

يقتضي التصدي لهذا الفكر المتشدد لتنظيم “الدولة الإسلامية” ردًا مغاربيًا موحدًا، إلا أن الخلافات المغربية الجزائرية تطل برأسها في كل محاولة للدخول في مبادرات من أي نوع على مستوى المنطقة. ووصف أملال هذه الخلافات بـ”السخيفة”.
واعتبر أن هذه الخصومة بين البلدين “غير منتجة وتضيع عليهما نقاط كثيرة في النمو الاقتصادي”، مشيرًا؛ إلى أنه “من المفروض أن يعمل كل شيء بتعاون” بين الطرفين. وتابع قائلاً إن “هذه الخصومة من أجل الريادة على مستوى المنطقة لم يعد له أي معنى”.

زر الذهاب إلى الأعلى