سامي النصف-الأنباء.. كتب قبل أيام الكاتب الأميركي الأشهر توماس فريدمان مقالاً عن دبي بعد زيارته لها ذكر فيه أنها تشبه مانهاتن الأميركية، وأضاف أنه يعتقد أن دبي هي سبب الربيع العربي، حيث أن إنجازاتها المبهرة أحرجت وأخجلت شعوب البلدان العربية التي حدث بها ربيع الإحباط والغضب.
ومن الظلم لإمارة دبي تشبيهها بإمارة مانهاتن بوابة أمة كبرى هي الولايات المتحدة والتي استغرق بناؤها قرونا عدة، بينما لم تكن دبي بوابة لأحد، بل هي من خلقت ذاتها وسط موقع جغرافي لا يساعد وصحراء لا زرع ولا ضرع بها، وضمن مقارنة منصفة نجد أن دبي أكثر تطورا وأمنا وأقل فسادا وضرائب وأطول مباني وأكبر أسواقا وأكثر ودا للزائر ونطحا للسحاب من منافستها الأميركية.
ومؤخرا سأل صديق لي رجل أعمال هندي كبير عن سبب تركه لبلده واستقراره في دبي، وكانت الإجابة ان العصابات خطفت ابنه مرتين في دلهي طلبا للفدية بينما يلهو ابنه في دبي دون خوف، وقد أحضر بسهولة ويسر موظفيه وعماله من الهند، كما أن الضرائب اقل والتصدير أسهل والبيروقراطية منعدمة، فما يحتاج لأشهر وسنين في الهند ينتهي في ساعات في دبي.
وسر نجاح دبي الذي لم يذكره فريدمان هو أن ساكنيها متفرغون للاقتصاد لا للسياسة ولو انصرف اللبنانيون والعراقيون والفلسطينيون والسوريون وبقية العرب للاقتصاد الذي يجيدونه وتركوا علم السياسة الذي يجهلونه تماما رغم ممارستهم له عقودا وقرونا لكانوا في أحسن حال، ولكن هل سيسمح لهم بذلك ومن ثم تكرار تجربة دبي المزدهرة؟
آخر محطة: 1 ـ ما قاله الكاتب فريدمان في مقال كامل عن تجربة دبي والعرب قبل أيام ذكره أحد ابنائي في سطر في تغريدة له بتاريخ 2/9، حيث ذكر نصا ان انجح ثورة في العالم العربي هي ثورة دبي الإدارية التي يتمنى أن يرى ربيعها في وطنه.
2 ـ بدلا من تخبط بعض الإدارات الجديدة في دول الربيع العربي التي لا تملك الخبرة في إدارة البلدان، لماذا لا ترسل، ودون خجل، الوفود لدبي للتعلم من إنجازها المبهر ولن تبخل عليهم دبي بشيء؟