أصبح تناول الفيتامينات أمراً شائعاً إلى درجة كبيرة في العقود الأخيرة ،حيث يسود الاعتقاد بأنها ضرورية و تساعد في الحفاظ على الصحة العامة، و تشير الإحصائيات إلى أن نصف سكان الولايات المتحدة يتناولون المكملات الغذائية يومياً، بالرغم من عدم وجود أبحاث تبرر هذه العادة، و لكن الشركات التي تصنع هذه المكملات تدّعي أننا لا تحصل على ما يكفي من هذه المواد من وجباتنا الغذائية، بالاضافة الى أنه عندما يتعلق الأمر بالفيتامينات فإن الحصول على شيء إضافي لا يمكن أن يضر .
و هذا لا يعني أن جسمك يحتاج إلى هذه المغذيات، فبدونها لن يتمكن من تحويل ما تتناوله من أغذية إلى طاقة، و قد تصاب ببعض الأمراض من قبيل الكساح و الإسقربوط ، و لكن تناول الفيتامينات ارتبط بزيادة خطر الإصابة بأنواع السرطان المختلفة ، كما ارتبطت جرعات عالية من البيتا كاروتين التكميلي، وفيتامين E، و فيتامين (أ) مع ارتفاع خطر الوفاة.
و لم يتمكن الباحثون إلى اليوم من إظهار فائدة تناول الفيتامينات المتعددة أو المواد المضادة للأكسدة لعامة البشر، و لكنهم يؤكدون أن معظم المكملات لا تمنع الأمراض المزمنة أو الموت، وليس هناك ما يبرر استخدامها، وينبغي تجنبها خاصة في حالة عدم وجود دليل واضح على نقص المغذيات الدقيقة.
و قد كتب بول أوفيت، رئيس قسم الأمراض المعدية في مستشفى الأطفال في فيلادلفيا، في صحيفة نيويورك تايمز، أن المستهلكين لا يعرفون أن تناول الفيتامينات يمكن أن يزيد من مخاطر الإصابة بأمراض السرطان والقلب ، و خطر الوفاة ، و أنهم يسيؤون إلى صحتهم بتناول هذه المكملات الغذائية.