تساءل رئيس الوزراء الأسترالي، “توني أبوت”، عن السبب في عدم إدراج المسلح الذي احتجز رهائن في مقهى بسيدني على قائمة الإرهاب.
وكانت عملية احتجاز الرهائن قد انتهت باقتحام القوات الخاصة “الكوماندوز” للمقهى، وأسفرت عن مقتل المسلح، ويدعى “هارون مونس”، وهو إيراني المولد، مع رهينيتين آخرين.
وقال أبوت؛ إن الحكومة ستدرس لماذا أفرج عن مونس بكفالة في جرائم سابقة، ونعى أبوت الرهينتين اللذين لقيا حتفهما في عملية تحرير الرهائن، ووصفهما بأنهما “شخصان فاضلان”.
وقد لقي الرهينتان، بالإضافة إلى مونس، حتفهما حينما اقتحمت القوات الخاصة “الكوماندوز” المقهى في وقت مبكر الثلاثاء، لتنهي حصارا استمر 16 ساعة.
وبدأ التحقيق في العملية التي شنتها الشرطة لتحرير الرهائن
وبدأت الشرطة أيضًا التحقيق في الأسباب التي دفعت مونس، وهو لاجئ إيراني معروف لدى السلطات بتاريخه الطويل مع جرائم العنف وتبنيه لأفكار متطرفة، لتنفيذ هذا الاعتداء، وكيف حصل على السلاح.
وتساءل أبوت في مؤتمر صحفي؛ “كيف يمكن لشخص لديه مثل هذا التاريخ الطويل والمريب ألا يكون مدرجا على قائمة المراقبة المناسبة، وكيف يمكن لشخص مثل هذا أن يكون طليقًا تمامًا وسط المجتمع؟”.
وقال: “هذه أسئلة تحتاج إلى النظر فيها بعناية وهدوء وطريقة منهجية”، لكنه أضاف؛ بأنه “من الممكن” أن يحدث هذا الحصار حتى إذا كان مونس مدرجًا على قائمة المراقبة.
وتابع؛ بأن “مستوى المراقبة، الذي سيكون ضروريا لمنع الناس من ممارسة حياتهم اليومية، سيكون مرتفعًا جدًا بالفعل”، وأعلن عن أسماء الضحيتين وهما المحامية “كاترينا داوسون” البالغة من العمر 38 عاما، وهي أم لثلاثة أطفال، وصاحب المقهى “توري جونسون” البالغ من العمر 34 عاما.
ووصف أبوت الضحيتين بأنهما “شخصان محترمان وفاضلان كانا ضحية للخيال المريض لشخص مختل بشدة”.
وكان أبوت صرح في وقت سابق بأن محتجز الرهائن سعى الى تغطية أفعاله برموز تنظيم الدولة الإسلامية.
وأشار أبوت؛ إلى أن “هذا الحادث المروع” في المقهى “مأساة تعجز الكلمات عن وصفها” مشددا على أن “ثمة دروسا يجب تعلمها” من هذه “المواجهة مع الإرهاب”.
وفي ساحة “مارتن بليس” بوسط سيدني، بدأ الأستراليون يتوافدون على المكان لتوقيع دفاتر التعازي ووضع أكاليل الزهور تكريما للضحيتين.
خطة عاجلة
وأغلقت مناطق وسط سيدني صباح الاثنين بعد أن اقتحم المسلح مقهى “لينت تشوكوليت” واحتجز 17 رهينة، وتمكن خمس رهائن من التسلل خارج المقهى بعد ظهر الاثنين، بالإضافة إلى عدة أشخاص آخرين في الساعات الأولى من صباح الثلاثاء بعد أن اقتحمت قوات الكوماندوز المقهى.
وفي مؤتمر صحفي الثلاثاء، لم توضح نائبة رئيس شرطة “إن إس دبليو” كاثرين بيرن إذا كان مونس قد أطلق النار بنفسه على الرهينتين أم لا.
ولم تؤكد مسؤولة الشرطة التقارير الإعلامية التي أشارت إلى أن مدير المقهى السيد جونسون أطلق عليه النار بعد أن اشتبك مع مؤنس، لكنها قالت إن “كل فرد من هؤلاء الرهائن تصرف بشجاعة”.
وردًا على سؤال عما إن كانت الشرطة اقتحمت المقهى لأنها شاهدت شيئا أو سمعت شيئا انطلاقا من المقهى، قالت بيرن فقط إنه “سمع صوت طلقات وجرى تفعيل خطة تدخل عاجلة”.
وشددت؛ على أنه “من المهم للغاية ألا أتحدث كثيرا عن الأحداث التي جرت خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية” بينما لا تزال التحقيقات جارية.
وقد تستغرق التحقيقات في هذا الحادث أسابيع أو أشهرا.
ويخضع أربع رهائن آخرون وضابط شرطة للعلاج من جراح أصيبوا بها.
وقال رئيس الوزراء الأسترالي “إن هذه الاحداث تظهر أن بلدا مثل بلادنا حر ومنفتح وسخي وآمن عرضة لأعمال عنف ذات دوافع سياسية”، وأوضحت الشرطة الأسترالية إن 4 أشخاص أصيبوا خلال عملية تحرير الرهائن الذين احتجزوا لأكثر من 16 ساعة.
وكانت طواقم طبية هرعت باتجاه المقهى بعد لحظات من سماع دوي سلسلة من الانفجارات والومضات. وذكرت وكالة “اسوشييتدبرس” أن قوات الأمن دخلت المقهى بعد فرار نحو 5 أو 6 أشخاص من الرهائن.
وأظهرت صور تلفزيونية هؤلاء الرهائن وهم يركضون باتجاه الشرطة وقد رفعوا أياديهم في الهواء، وأضافت الوكالة أن قوات الأمن دخلت المقهى الذي يقع في منطقة مكتظة من الحي المالي بسيدني بعد سماع فرقعة مدوية.
وقد وصف محامي اللاجئ الإيراني هارون مؤنس بأن موكله شخص انعزالي وبالتالي يرجح أن يكون قد تصرف من تلقاء نفسه.
وحصل مونس على اللجوء السياسي في أستراليا بعد مغادرته بلده إيران. وقد أرغم الرهائن في وقت سابق على رفع أعلام إسلامية سوداء.