مارتن لوثر كينغ، ونستون تشرشل، وجون كينيدي هم ثلاثة عظماء يملكون القدرة على أسر مخيلة الجمهور، وشعبهم وأمتهم ، حيث أبدعوا في خطبهم بطريقة خلدتها و خلدت أسمائهم ، و هذا الأمر لا علاقة له بكونهم قادة أو لتمتعهم بقدرات خارقة على الإقناع ،و لكن الأمر يعود في معظمه إلى استخدامهم لعدد من التقنيات الذكية و الكثير من الممارسة و التي يمكن أن تساعد أي شخص آخر على أن يصبح مثلهم .
مارتن لوثر كينغ
في 28 أغسطس 1963، هز خطاب مارتن لوثر كينغ الشهير”لدي حلم” العالم ، و قد أخذ الوقت لصياغة وتوضيح رسالة قوية، و كان لها صدى طيب لدى الجمهور، فهي ليست مجرد كلمات تُقرأ حيث يقول إنه أعطى الحياة لهذه الكلمات و توجه إلى قلوب الناس وعقولهم، كما أنه اعتمد على صوته و قدرته على الإلقاء التي تلقاها في الكلية و كان ضعيفا فيها و لكنه عمل على صقل مهاراته فيها ، كما أنه لجأ إلى تبسيط خطابه ليصل إلى جميع الفئات حيث أن الخطأ الذي يقع فيه الكثيرون هو اللجوء إلى الكلمات المعقدة اعتقادا منهم أنها تدل على ذكائهم .
ونستون تشرشل
أثناء الحرب العالمية الثانية، في 29 أكتوبر 1941، زار ونستون تشرشل مدرسته القديمة، هارو، و تحدث إلى الطلاب هناك ، وكان الخطاب يتعلق بشكل أساسي بالتقدم الذي أحرزته بريطانيا العظمى في الأشهر الـ 10 الأولى من الحرب، ولكن من بين بضع صفحات من الكلمات، قام بتمرير رسالة واحدة واضحة وهي: “لا تستسلموا أبدا”.
مثل جميع العظماء و الخطباء الناجحين فهم تشرشل قوة البساطة. وقال إنه اختار الرسالة الأساسية بالنسبة إليه وحرص على إيصالها من خلال أداة بسيطة و هي التكرار، حيث كرر كلمة “أبدا ” مرات عديدة دون أن يقلق من الوقوع في التكرار لأنه يقصد ذلك حتى تصل رسالته و تترسخ في أذهان الجمهور أمامه .
جون كينيدي
في وقت مبكر من حياته المهنية، عمل جون كينيدي بجهد ليصبح خطيبا عظيما، و بعد أكثر من 50 عاما منذ خطاب تنصيبه، مازالت كلماته خالدة “لا تسأل عما يمكن أن يفعله بلدك لك، ولكن ما يمكنك القيام به لبلدك.”، و من المعروف أن واحدة من التقنيات المفضلة لديه هي استحضار وتمكين جمهوره من بعض المقولات التي لا تنسى فهناك العديد من الناس أيضا يتدكرون مقولته “دعونا نبدا التفاوض للخروج من الخوف. ولكن دعونا لا نخشى التفاوض “.
ليس هناك شك في أن هؤلاء الرجال الثلاثة هم من أعظم الخطباء و القاسم المشترك الذي يربط بينهم هو أنهم جميعا أخذوا الكثير من الوقت لتطوير وصقل مهاراتهم الخطابية وذلك باستخدام تقنيات قوية مع الحرص على البساطة ، و هذا هو السب في أن خطاباتهم خالدة إلى اليوم و ستبقى كذلك لفترة طويلة قادمة .
