بالصور |10 أسباب تجعل الحرب السورية أسوأ مما يمكن تصوره

في يناير 2011، بدأت أول الاحتجاجات بالخروج في سورية، لتقابَل برد عنيف من قبل السلطات السورية خاصة بعد تحولها إلى احتجاجات مسلحة، و قد تدخل المجتمع الدولي لفض النزاع إلا أنه تحول في ظرف وجيز إلى حرب أهلية تمزق البلاد و أصبحت سوريا مثالا لكل المآسي الإنسانية ، ورغم كل ما نراه اليوم في الإعلام إلا أن حجم الضرر الحقيقي لا يمكن تصوره .

10- تفشي الأمراض

10-outbreak-e1420422107388

في عام 2013، أفادت الأمم المتحدة أن السلطات السورية قامت بتحويل المستشفيات إلى أماكن اعتقال و تعذيب لمواطنيها من قبل الاستخبارات العسكرية، كما أن نقص الإمدادات الطبية الأساسية في العديد من المناطق أدت إلى تفشي المرض.

ووِفقا لتقارير الأمم المتحدة، فإن سوريا حاليا تعاني من تفشي شلل الأطفال الذي لا يمكن علاجه في 1 من كل 200 حالة، و في عام 2014 وحده، تم الإبلاغ عن 4،200 حالة إصابة بالحصبة وأكثر من 6،000 حالة من حالات التيفوئيد في جميع أنحاء البلاد، ومعظمها تؤثر على الأطفال، ولكن أسوأ هذه الإحصائيات هي تلك المتعلقة بداء الليشمانيا، الذي ينتقل عن طريق لدغات ذبابة الرمل، ويسبب ندوبا و تشوهات لا تتلاشى أبدا، ويمكن لمن يعانون من هذا الداء أن يعيشوا بقية حياتهم معزولين و منبوذين من قبل المجتمع، و في السنوات الأربع الماضية،اُصيب أكثر من 100،000 طفل سوري بهذا المرض، بسبب الحرب،و ليس هناك الكثير يمكن القيام به لمساعدتهم.

9- المجاعة

9-starvation-e1420422124353

في 1 ديسمبر عام 2014، نظم برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة (WFP) حملة لإطعام اللاجئين في سوريا، و إنقاذ ما يصل الى 1.7 مليون شخص على أعتاب المجاعة، و قد ساعدت هذه الحملة بشكل كبير في تجنب وقوع الكارثة، ووفقا لبرنامج الأغذية العالمي، تمكن 5% فقط من المزارعين السوريين من حصد محاصيلهم في العام الماضي، كما نفدت الإمدادات من المحلات التجارية في جميع أنحاء البلاد، كما أن الإمدادات التي تصل إلى الملاجئ أصبحت ضعيفة جدا مما يجعل آلاف السوريين معرضين للمجاعة .

8- التجنيد الإجباري

8-forced-e1420422140540

على مدى السنوات الأربع الماضية، سمعنا قصصا عن الفظائع البشعة التي تُرتكب في سوريا، و هناك بعض الأدلة التي تشير إلى تورط الجيش السوري في جرائم الحرب، لذلك قد نتساءل عن السبب الذي يجعل الشباب ينخرطون في جيش كهذا، ولكن الجواب ببساطة هو أن هؤلاء لا ينخرطون فيه بمحض إرادتهم، إنما يتم تجنيدهم إجباريا منذ اندلاع الأزمة، وفي عام 2014 قام النظام السوري بتنظيم حملة تجنيد تستهدف الشباب في العشرينات، وفرضت عقوبات صارمة على كل من يحاول التهرب من أداء واجبه الوطني .

7- امتداد النزاع

7-spillover-e1420422153561

في حين أن معظم تغطية الحرب ركزت على الدمار الذي يحدث داخل سوريا، عانى أقرب جيرانها أيضا من تأثير الأزمة فقد تحملت لبنان الكثير من الأضرار الجانبية بسبب تدفق أعداد كبيرة جدا من اللاجئين، حيث شهدت البلاد تدني الأجور، وارتفاع البطالة بنسبة 20 في المئة، و خسائر اقتصادية بلغت حوالي 7.5 مليار دولار.

أما على طول الحدود، فإن الأمور أسوأ، حيث عبر محاربو داعش مؤخرا إلى لبنان قرب عرسال، مما أسفر عن مقتل 29 شخصا وخطف 27 آخرين ، كما زاد الخوف في البلدات والقرى الجنوبية من هجمات المتشددين ، وتواجه البلدان الأخرى مشاكل مماثلة حيث أن الخدمات العامة في الأردن تقترب من نقطة الانهيار، كما أن إسرائيل قلقة بشأن إمكانية مهاجمة داعش لهضبة الجولان، أما في تركيا، فإن الاعتداءات التي يشنها داعش على البلدات الكردية في العراق أثارت أعمال شغب مميتة في البلاد، كما أنها قلقة بشأن اندلاع حرب شاملة في المنطقة بأسرها.

6- البراميل الحارقة

6-bomb-e1420422165643

براميل الزيوت القديمة التي تم حشوها بمتفجرات TNT، والمسامير، والخردة المعدنية، يتم رميها من طائرات هليكوبتر على مناطق مدنية مزدحمة من قبل القوات السورية و في فترة تراوحت بين فبراير ويوليو عام 2014، أحصت هيومن رايتس ووتش 650 هجمة بالقنابل الحارقة في حلب وحدها، وفي مقابلة مع وكالة اسوشيتد برس، أفاد أحد الناشطين أن الناس يصابون بالذعر كلما سمعوا طائرة هليكوبتر، و قد حظرت الأمم المتحدة على نظام الأسد رمي هذه البراميل و ذلك في أعقاب حملته على حلب، إلا أن النظام ضاعف من استخدامها بعد الحظر .

 5- الجهاد العالمي

5-fighter-e1420422180603

منذ الاحتجاجات الأولى ضد الأسد، دخل الأجانب إلى سوريا للعمل مع المعارضة، وفي عام 2014 تضاعفت أعدادهم ، ووفقا لتقرير مجلس الأمن للأمم المتحدة، فإن هناك أكثر من 15،000 مقاتل من 80 دولة مختلفة يشاركون الآن في الحرب، وبدلا من أن يحد ذلك من الأزمة زاد من استفحالها وأصبح الجهاد عالميا حيث استوعبت المنظمات الإرهابية شبابا من السعودية و الشيشان و تونس وحتى من الدول الغربية، وكل هذا أسهم في اتخاذ الصراع اتجاهات أكثر وحشية .

4- الحرب بالوكالة

4-proxy-e1420422192351

باعتبارها واحدة من أحدث الصراعات في الذاكرة الحديثة، كانت سوريا هبة من السماء للدول الأجنبية التي ترغب في الحصول على بعض المزايا السياسية في المنطقة، و تحت غطاء دعم تغيير النظام، أو مكافحة داعش استخدمت عشرات الدول هذا الصراع المدمر على أنها حرب بالوكالة ضد أخرى و يعتقد أنه قد يكون هناك ما يصل إلى ثمانية صراعات بالوكالة تجري في سوريا ويدفع الشعب السوري ثمنها، وبصرف النظر عن زرع البلبلة، ووجود القوى الأجنبية والمصالح الشخصية يبقى الشعب السوري المتضرر الأول والمباشر بسبب لعبة سياسية تُلعب على بعد أميال .

3- مصير الأطفال في سوريا

3-kids-e1420422209190

في فبراير عام 2014، ذكرت الأمم المتحدة أن عدد القتلى من الأطفال في سوريا قد وصل إلى 10،000 طفل، وعلى الرغم من أن هذا الرقم هو صدمة بحد ذاته إلا أن الإساءة التي تعرض لها الأطفال في سوريا أكبر من ذلك بكثير، فقد اتهمت القوات المسلحة باستخدام الأطفال كدروع بشرية في القتال، كما أن هناك أنباء عن تعرضهم للتعذيب، والاغتصاب، والقتل، و منذ عام 2013، تقوم المعارضة السورية بتجنيد الأطفال للمساعدة في قضيتهم، كما أن داعش أيضا يقوم بتجنيد وغسل دماغ الأطفال وِفق تقرير صدر مؤخرا.

وأعلنت صحيفة نيويورك تايمز أن المتشددين يجبرون الأطفال على المشاهدة والمشاركة في عمليات الإعدام العامة، بهدف تحويلهم إلى مقاتلين يتخذون من العنف طريقة لحياتهم، بينما الفتيات يتعرضن لأبشع الاستغلالات الجنسية ومن المستحيل معرفة الأضرار النفسية لكل ما يعيشه أطفال سوريا إلا أن المؤكد هو أن الجيل القادم سيحمل آثار الحرب لبقية حياته.

2- مصير الأسد

assad-crop1-e1420495604123

منذ وقت قصير لا يتجاوز السنة، كان من الواضح أن الرئيس السوري بشار الأسد هو الشرير في هذا الصراع، حيث اعتبر مجرم حرب استخدم الأسلحة الكيميائية ضد شعبه،و كان مطلوبا لمحاكمته على أفعاله ، أما اليوم فإن الأمور لم تعد واضحة كما كانت، ففي عام 2014 ارتفع تهديد داعش حتى أصبح خطرا يهدد العالم الغربي و ليس العربي فقط ، و لم يكن أمام القوى الغربية بقيادة الولايات المتحدة خيارا آخر غير محاربة داعش ، ورغم أن هذا لا يعني شراكة مع الأسد إلا أن النتيجة واحدة و هي القضاء على المعارضة و تعزيز موقف الأسد ، و يرى بعض المحللين أن الولايات المتحدة لن تلتزم مع سوريا من دون الأسد سواء كان على حق أو على خطأ، ومن المستحيل أن تتحالف مع داعش ومن ثم فإن الأسد سيصبح أقوى و ستصبح فكرة تنحيته عن النظام أو محاكمته مثيرة للسخرية .

1- الفوضى العارمة

1-Chaos-e1420422318469

في عام 2014 وصلت الأزمة السورية إلى ذروتها ولكن عام 2015 قد يكون العام الذي يندثر فيه هذا البلد كليا ، ففي تقرير قامت فيه رويترز بإدراج العقبات التي تمنع السلام الدائم بدءا من التفكك الاقتصادي، إلى تراجع أسعار النفط، و عدم توفر أي مصداقية للمعارضة خلصت إلى أن أي اتفاق لن يكون فعالا ما لم يتم وضع حد للصراع الدائر في هذا البلد، كما أن عام 2014 أيضا شهد ظهور المئات من المجموعات المنشقة عن المعارضة، وبروز أمراء الحرب من القوات شبه العسكرية الموالية سابقا للأسد، و بالتالي فإن العديد من المناطق ستجد نفسها تحت سيطرة مجموعات محلية لديها القوة العسكرية الأكبر، و إذا حدث هذا فإننا سنكون أمام وضع مشابه لما حدث في الصومال و بالتالي ستصبح سوريا صومالا ثانية تتحكم فيها المليشيات و المجموعات المسلحة ، وستصبح العودة إلى الإستقرار مستحيلة .

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى