تخلت النجمة العالمية “أنجلينا جولي” منذ سنوات عن مجرد قيامها بأدوار تمثيلية في هوليوود الساحرة أو شغل العالم بأسره بأخبار ارتباطها بالنجم براد بيت وتبني الأطفال من أنحاء عدة.
وتقدم جولي ما يمكن وصفه بالدروس الإنسانية كل فترة؛ سواء إن كان في عملها مع الأمم المتحدة وتخصصها بشؤون اللاجئين أو في محطات كثيرة بحياتها الشخصية والعامة.
وإن لسنا بوارد التطرق إلى كل ما تقوم به جولي كون لا تتسع له عشرات الصفحات، فإن الممثلة المعروفة تحولت أيضًا لمخرجة محترفة كرّست تجربتها السينمائية في فيلم Unbroken (الذي لا يكسر) الذي يعرض حالياً في الصالات السينمائية بعد تجربتها الأولى في In The Land of Blood and Honey (في أرض الدم والعسل) في 2011.
ما يجدر التوقف عنده هو العمق الذي تختار به أنجلينا مواضيع أفلامهاK فهي من الواضح لا تبحث عن الإثارة لمجرد الإثارة في عالم سينمائي تسوده قيم تسويقية بحتة تتخطى أحيانا كل المعايير. فبعد الحديث عن مأساة الحرب في البلقان وتحديدًا من زاوية البوسنة والهيرسك ها هي اليوم تطرح في عملها الجديد Unbroken قصة مؤثرة من زمن الحرب العالمية الثانية عن عداء أولمبي أمريكي (لوي زامبريتي). هذا العداء الذي كان يخدم ضمن صفوف جيش بلاده تسقط طائرته مع زملائه في البحر حيث يمضي 3 ناجين منهم 47 يوماً المحيط قبل أن يقبض على 2 منهم من البحرية اليابانية ويعيش زامبريتي مأساة الاعتقال بكل ما تحمله.
إشارة الى ان الفيلم مأخوذ عن كتاب Unbroken: A World War II Story of Survival, Resilience, and Redemption للكاتبة لورا هيلنبراند (عام 2011).
القصة الحقيقية التي يطرحها الفيلم ليست مجرد سرد للمعاناة إنما لوحة إنسانية خالصة تختلط فيها المشاعر الإنسانية بالإصرار والتحدي والكرامة البشرية التي لا يمكن للجدران والسجون حدها، أنجلينا جولي نجحت لحد بعيد لحرف الأنظار عن السياسة البحتة نحو العمق الإنساني من خلال علاقة البطل بعائلته وطموحه الرياضي مع محاولة الدخول لبواطن التفكير الإنساني. يذكر أن؛ البطل الحقيقي توفي بعد أشهر من إنتاج الفيلم في تموز 2014 فأتى كتكريم عظيم له.
أنجلينا جولي تؤكد لـ مجلة People؛ من جديد أنها ليست واحدة من أجمل نساء الأرض وأكثرهن شهرة ونجومية، بل هي من أكثرهن تأثيرًا وعمقا بالرسالة السامية، وقد تذكر كثر أن الفن فعلا قضية وليست مجرد ملابس واكسسوارات وأضواء، ورغم ملاحظات قد يوجهها نقاد إلى تقنيات بالفيلم فإن Unbroken يذكرنا أن طموحنا وأحلامنا “غير قابلة للكسر…”.