وثائقيات: ساحات القتال تكشف تكتيكات الألمان خلال الحرب العالمية الثانية

في عمق غابات شمال غرب أوروبا، لا تزال هناك  أشباح المعارك من الحرب العالمية الثانية، حيث أن  هذه المناظر تحافظ على الكنوز الدفينة من الحفر و القنابل والخنادق وحتى بقايا مستودعات الإمداد ،وكلها لم تدرس بشكل جيد حتى الآن، وقال الباحثون في دراسة جديدة أن هذه البقايا يمكن أن تسلط الضوء على الدعم اللوجستي من الجيوش الميدانية الألمانية وأثر قصف الحلفاء.

nazi-expansion-08-getty-50654825

و قال قائد الدراسة الدكتور ديفيد باسمور، و هو أستاذ محاضر في جامعة تورونتو ، و متخصص في دراسة ساحات القتال و آثار الصراع إنه على الرغم من أن تاريخ الحرب العالمية الثانية تم توثيقه على نطاق واسع وبحث مكثف، إلا أن علم الآثار من الحرب العالمية الثانية قد بدأ مؤخرا فقط بشكل رسمي .

وكانت هناك الكثير من الدراسات حول التحصينات الساحلية، وساحات المعارك الكبيرة، وكذلك يوم الهبوط أو الإنزال الشهير إلا أن باسمور يؤكد عدم وجود  أية وثائق عن الصراع في غابات أوروبا، حيث كانت هناك القليل جدا من الدراسات الرسمية لآثار الحرب العالمية الثانية في تضاريس هذه الغابات ، لذلك، أجرى باسمور وزملاؤه المسح الأثري الرسمي لمعارك الحرب العالمية الثانية الرئيسية و خاصة  من يونيو 1944 حتى فبراير 1945، وركز علماء الآثار على أجزاء من شمال غرب فرنسا، و غابات آردن في بلجيكا ولوكسمبورج وألمانيا ، و الغابات في غرب ألمانيا. والغابات في جميع أنحاء منطقة ” ارنهيم” في هولندا.

training

و درس الباحثون مناحي كل مجال من هذه المجالات بناءاً على معلومات من الدراسات الأكاديمية والبحث على الإنترنت وأدلة التراث في الحرب العالمية الثانية ، و وجد الباحثون أدلة تشمل حفرا للقنابل و الخنادق وكذلك المستودعات اللوجستية الألمانية، وكل هذه الاكتشافات وِفق الأستاذ باسمور يمكنها أن تخبرنا الكثير عن يوميات الحرب و حسابات التاريخ و ساحات المعركة بالإضافة إلى تزويدنا بمعلومات عن أماكن تواجد القوات و عن كيفية قتالها.

و توفر المستودعات اللوجستية صورة واضحة عن الطريقة التي أنشأ بها الألمان شبكة دعمهم للجيوش قبل غزو الحلفاء لنورماندي، وكيف أنهم وضعوا هذه الشبكة خلال الغزو، و كذلك طريقة تجاوزهم للمستودعات ، و يهتم التحقيق أيضا بمعرفة المعلومات التي وصلت إلى الحلفاء عن هذه المستودعات ، ومن خلال مقارنة سجلات مخابرات الحلفاء عن مواقع يشتبه في كونها مستودعات ألمانية بالأدلة الأثرية، يمكن للباحثين تحديد مدى نجاح قصف الحلفاء، كما أكد باسمور أهمية توثيق هذه المناظر من الحرب العالمية الثانية قبل أن يتم تدميرها.

زر الذهاب إلى الأعلى