ألهمت الحاجة الملحة لمزيد من الأمطار في دولة الإمارات وزارة شؤون الرئاسة لإطلاق مسابقة جائزتها 5 ملايين دولار توزع على أفضل 5 مشاريع بحثية من شأنها زيادة مستويات الأمطار في البلاد.
وفي الوقت الذي يلجأ فيه المسلمون إلى صلاة الاستسقاء طلباً للغوث والأمطار، تؤدي القبائل الأمريكية الأصلية طقوس رقص غريبة في مواسم الجفاف، وفي الخمسينات من القرن الماضي، ابتكر المحلل النفسي النمساوي وليم رايخ جهازاً يدعى “كلاود باستر” ادعى قدرته على تسخير طاقة الأورغون لإنتاج العواصف، وتبحث الإمارات عن طرق عملية لتحقيق نتائج ملموسة لتعزيز هطول الأمطار، وكحافز إضافي تم الإعلان عن جائزة 5 ملايين دولار (18.3 مليون درهم) للباحثين القادرين على تحقيق هذ الهدف.
وتبرز أهمية الأمطار من خلال الحاجة الملحة في البلاد للمياه، في الوقت الذي تتساقط فيه كميات بسيطة من الأمطار سنوياً، ويتم إنتاج النسبة العظمى من المياه المستخدمة في محطات التحلية، كما تشير التوقعات إلى احتمال نفاذ إمدادات المياه الجوفية في الإمارات خلال 15 عاماً فقط.
وأشارت علياء المزروعي مديرة برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار إلى وجود إقبال عالمي كبير على المشاركة في منحة البرنامج البالغة 5 ملايين دولار أميركي، وأكدت أن البحوث الفائزة ومقدميها سيتم تكريمهم في شهر يناير عام 2016 بحضور كبار المسؤولين ووسائل الإعلام العالمية والمحلية، وسيتم تسليط الضوء على أبحاثهم وابتكاراتهم، وتحفيزهم على تقديم المزيد منها”.

وكانت أبوظبي قد أطلقت في وقت سابق برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار ضمن فعاليات أسبوع أبوظبي للاستدامة، بما يتماشى مع استراتيجية الابتكار في دولة الإمارات، ويركز برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار على الحلول العلمية المبتكرة لتحديات الأمن المائي، وتقديم نموذج ريادي في معالجة وتخفيف الآثار الاجتماعية والاقتصادية لندرة المياه، ويهدف البرنامج إلى تعزيز الأمن المائي، من خلال الترويج لأفضل الممارسات العلمية والتعاون في عمليات البحث والتطوير في مجال الاستمطار.
وقالت مديرة “برنامج الإمارات لبحوث علوم الاستمطار”: “وصلتنا رغبات في المشاركة من عدد هام من المؤسسات العالمية من مختلف دول العالم، وفي الحقيقة فقد لمسنا اهتماما عالميا ملحوظا منذ بدء الإعلان عن البرنامج”.
وأضافت مديرة البرنامج “هناك جهات علمية عديدة أبدت رغبتها بالمشاركة منها مؤسسات من أميركا وروسيا وبريطانيا وفرنسا والهند واليابان واستراليا وفنلندا والبرازيل وإيران والسعودية” واعتبرت إن الرقم في ازدياد مستمر، وأردفت “تصلنا رغبات بالمشاركة وبحوث أولية بشكل دائم، ونتوقع ان يتقدم للمنحة عدد كبير مع نهاية فترة تقديم البحوث الأولية في 16 مارس/اذار”.
والمسابقة مفتوحة للمقيمين في الإمارات وفي الخارج وتهدف إلى العثور على ما يصل إلى خمسة مشاريع بحثية أن تكون مجموع المنح المقدمة لا يزيد عن 5 ملايين دولار، موزعة على أكثر من ثلاث سنوات اعتمادا على الميزانيات والجداول الزمنية.
