سنيار: نشر صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد المكتوم على حسابه في تويتر تغريدة يبارك فيها لفريق العمل بوزارة الصحة لنجاحهم بأول عملية زراعة قلب صناعي في الإمارات والتي أنقذت حياة شاب إماراتي عمره 21 سنة، وأضاف سموه: ( فخور بالدكتور عارف النورياني وفريق مركز القلب بمستشفى القاسمي، وسيبقى دعم هذا القطاع على رأس أولوياتنا وصولا لأفضل المستويات العالمية).
ما هي عمليات القلب الصناعي؟
قال الدكتور عارف النورياني المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي أن هناك خطة لتنفيذ مشروع متكامل لإطلاق برنامج القلب الصناعي بمساعدة متخصصين دوليين، وذكر أن تكلفة عملية زراعة القلب الصناعي تبلغ نحو نصف مليون درهم للمريض الواحد.
وتعد عمليات زراعة القلب الصناعي من العمليات الدقيقة التي تتطلب مهارات فنية وتطبيقات تكنولوجية عالية جداً، إذ إن القلب الصناعي عبارة عن جهاز يوضع مكان القلب الطبيعي، ويستخدم القلب الصناعي كوسيلة مؤقتة لكسب الوقت الذي يحتاجه المريض الذي يعاني فشلاً حاداً في القلب، أو كوسيلة دائمة تحل مكان القلب الحقيقي في الحالات التي يستعصى فيها زراعة القلب عند فشل عمله.
وبحسب المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي، استشاري القلب، ينتظر العديد من مرضى القلب لمدد طويلة لحين وجود متبرع بالقلب وهو الأمر الذي يمكن أن يتسبب في وفاتهم.
ويحاكي القلب الصناعي وظائف القلب الطبيعي بواسطة مواد عضوية وأجهزة استشعار لمساعدة المرضى الذين يموتون كل عام وهم في انتظار متبرع، وللحد من الآثار الجانبية المصاحبة لعمليات زراعة القلب.
وأضاف، تعمل مضخات القلب الاصطناعي عدة سنوات ويستطيع المريض التعامل معها والخروج بها وتعتبر حلاً علاجياً لمرضى القلب إلى نهاية حياتهم.
وتتكون القلوب الصناعية من مضختين لكل منهما صمام للإدخال وصمام للإخراج وجهاز قدرة خارجي لتشغيل المضخات وجهاز لتنظيم معدل الضخ وتشتمل المواد التي تصنع منها القلوب الصناعية على البلاستيك والتيتانيوم والكربون.
ويحتاج بعض المرضى إلى تركيب الجهاز لتحسين توازن انقباض البطين الأيسر ما يحسن من كفاءة القلب وبعدها يمكن للمريض أن يمارس حياته بشكل طبيعي.
ويمكن للقلب الصناعي أن يقلل الانتكاسات ويقلص حالات الوفاة التي تحدث لمرضى القلب، وفقاً للدكتور عارف النورياني.
يذكر أن أول عملية زرع قلب اصطناعي أجريت في العاصمة الفرنسية باريس عام 2013.
من هو الدكتور عارف النورياني؟
استشاري جراحة القلب المدير التنفيذي لمستشفى القاسمي في الشارقة، من مواليد عام 1966.
بدأ الدكتور عارف النورياني حياته العملية، مطلع التسعينات، في مستشفى القاسمي، بعد أن عاد من ألمانيا التي درس فيها اختصاص القلب، وحصل على شهادة «البورد» الألماني. ومنذ دخوله المستشفى، وهمّه الأكبر تطوير خدمات عمليات القلب، بما يلبي احتياجات المرضى من المواطنين والمقيمين، وفي عام 2003 دشن وحدة قسطرة صغيرة للقلب بممرضة واحدة وثلاثة فنيين، ومنذ ذلك التاريخ يعمل مع إدارة المستشفى ووزارة الصحة على تطوير هذه الوحدة، حتى صارت مركزاً متقدماً عالمياً للجراحات القلبية، أجرى 12 ألف عملية قسطرة، بينها 4000 جراحة لمواطنين.
أسهمت السمعة التي اكتسبها قسم القلب في مستشفى القاسمي في تقليل نسبة علاج المواطنين في الخارج بعد مبادرة الكثير من المواطنين لحجز موعد لهم في المستشفى لإجراء عمليات القلب التي كان الكثير يفضل إجراؤها في الخارج.
تثميناً لدوره الرائد في جراحة عمليات القلب نال النورياني العديد من شهادات التقدير والأوسمة، ومن أهمها ميدالية فخر الإمارات ضمن برنامج الشيخ خليفة للتميز الحكومي والتي اعتبرها وساماً على صدره يدفعه إلى المزيد من التميز.
في الفيديو التالي يظهر قيام الدكتور عارف النورياني بعملية قسطرة على الهواء مباشرة، وقد نقلت مباشرة لمؤتمر توبي العالمي الذي عقد في مدينة فينيسيا الإيطالية، بمشاركة نخبة من المتخصصين في جراحات القلب من مختلف بلدان العالم.