في الوقت الذي تجذب فيه دبي السياح من جميع أنحاء العالم بأبراجها العالية ومجمعات التسوق الضخمة والعديد من مظاهر الحياة المدنية الحديثة، يؤكد الخبراء على ضرورة إعطاء اهتمام أكبر للسياحة التاريخية والتراثية في المدينة.
وقال ناصيف كايد مدير مركز الشيخ محمد للتواصل الحضاري في منطقة الفهيدي: “يمكن لأي شخص زيارة الشواطىء والمجمعات التجارية، إلا أننا نقدم التجربة الثقافية التراثية الوحيدة في المدينة”.
وأضاف كايد: “لم تعد زيارة المتحف و التحديق بالتماثيل كافية، فالكثير من السياح يطمحون إلى أكثر من ذلك، ويريدون أن يعرفوا لماذ نرتدي هذه الملابس، ولماذا نأكل بهذه الطريقة، فالتفاعل هو الطريقة الأفضل للتعريف بتراث وتقاليد البلاد”.
وأشار كايد إلى أن الإماراتيين أنفسهم لا يعرفون سوى القليل عن المناطق التراثية والثقافية في دبي. ولكن السلطات السياحية والثقافية جنباً إلى جنب مع البلدية بدأت باتخاذ خطوات عملية في هذا المجال من خلال خطط لبناء الفنادق والمطاعم في المناطق التاريخية لتقديم تجربة ثقافية من وحي تراث الإمارات للسياح.

وكانت دراسة أجريت في جامعة زايد أظهرت أن المقيمين والسياح في دبي يرغبون بأن تبذل السلطات المزيد من الجهد لتعزيز ثقافة و تاريخ المدينة. خاصة مع النمو المتسارع لدبي الذي يمكن أن يؤدي إلى فقدانها لهويتها التاريخية بحسب صحيفة ذا ناشيونال.
وقال الدكتور فيلاريتي كوتزي وهو خبير في السياحة من جامعة زايد: “عندما بدأت التدريس لأول مرة أردت أن أصطحب الطلاب في رحلات خارجية، وأذهلتني قلة الأشخاص الذين يزورون المناطق السياحية التراثية مثل البستكية”.
وأضاف كوتزي :”ما كان مثيراً للاهتمام أن الأسر في دبي لا تحرص على أخذ أطفالها إلى هذه الأماكن، و يفضل الأهالي اصطحاب أبنائهم إلى المناطق الحديثة مثل دبي مول”.
وأجرت الطالبتان الإماراتيتان روضة الصايغ وماريان العور مقابلات مع 120 شخصاً من المواطنين والسياح والمقيمين لمعرفة تصوراتهم عن دبي كمدينة سياحية.
وقال الكثير من الذين شاركوا في الاستطلاع (45%) إن هناك حاجة إلى بذل المزيد من الجهود لتعزيز الثقافة والتراث.
و أشارت الصايغ إلى أن الكثير من الناس لا يفكرون بمدينة دبي من وجهة نظر ثقافية، ويعود ذلك إلى عدم الترويج لها بالشكل الصحيح. والعديد من السياح يفضلون زيارة مناطق مثل دبي مول أو شاطىء جميرا لأن هذه المناطق تحظى باهتمام كبير على حساب المناطق التراثية والتاريخية في المدينة.
