تعاني ولاية كاليفورنيا من الجفاف الشديد الذي دخل عامه الرابع، ومن أجل مواجهة ذلك، اتجهت الولاية إلى المياه المالحة لزيادة إمداداتها، وفقاً لتقرير نشره موقع “فورتشن”.
وفي أبريل/نيسان الماضي، ناشد حاكم ولاية كاليفورنيا “جيري براون” الوكالات والهيئات المحلية بالإسراع في استخدام التكنولوجيا الحديثة لزيادة إمدادات المياه بالولاية، وعلى أثر ذلك، تم تكثيف الجهود وإطلاق مشروعات مثل “Carlsbad Desalination” لتحلية المياه المالحة شمالي “سان دييجو” – وهي أكبر منشأة لتحلية مياه البحر في نصف الكرة الأرضية الغربي.
وبدأ العمل على إطلاق هذا المشروع على مدار 20 عاماً بتكلفة إنشاء بلغت مليار دولار حتى الآن، وبعد سنوات من محاولات أخذ التصريحات والموافقات، سوف تبدأ هذه المنشأة العمل بحلول فصل الخريف المقبل، وبحلول عام 2020، من المتوقع أن يبلغ إنتاجها 50 مليون جالون (حوالي 190 مليون جالون) يومياً من المياه العذبة، وهو ما يعادل حوالي 10% من احتياجات مقاطعة “سان دييجو”.
وسوف تتم مراقبة تكاليف وآثار المشروع عن كثب، وذلك في ظل الجفاف الذي تفشى في الولاية وتسبب في أضرار جسيمة في الصناعة والزراعة، ومن المتوقع أن يكلف الاقتصاد المحلي 2.7 مليار دولار هذا العام فقط، كما يتسبب في ارتفاع أسعار الغذاء.
ورغم أن ساحل الولاية المطل على المحيط يبلغ طوله حوالي 1280 كيلومتراً، فإن إمدادات كاليفورنيا من تحلية مياه المحيط تقل عن 1%، وبالتالي فإن زيادة هذه النسبة سيمثل تحدياً.
وتشمل عمليات التحلية ضخ المياه المالحة من المحيط إلى أنابيب عالية الضغط والأغشية المصنوعة من البوليمرات من أجل فصل أيونات الأملاح الذائبة، وهي عملية مكلفة للغاية وتحتاج لكمية كبيرة من الطاقة ويتخلف عن هذه الطاقة كمية من الأملاح الذائبة المركز بكثافة والتي يتم ضخها في المحيط مجدداً، مما يؤثر سلبياً على البيئة.
وعلى الرغم من ذلك، فإن الحاجة أم الاختراع، وفي بعض الأحيان، يتم التغاضي عن القلق بشأن البيئة، حيث تعاني ولاية كاليفورنيا بشدة من الجفاف الذي أثر على الزراعة ودفع أسعار المياه المعبأة نحو الارتفاع، وأمر حاكم الولاية “براون” بترشيد الاستهلاك بنسبة 25% في وقت سابق هذا العام.
وتعمل العديد من الدول على مستوى العالم – مثل السعودية والهند واستراليا – حالياً على إطلاق منشآت لتحلية مياه البحر، كما تدرس ولايات أمريكية مثل فلوريدا وتكساس في توسيع استخدام تكنولوجيا التحلية.