شقيقان إماراتيان لم يمنعهما مرض “الثلاسيميا” من النجاح

لم يمنع مرض الثلاسيميا شقيقين إماراتيين توأم من ممارسة حياتهما الطبيعية و تحقيق النجاح في عملهما كموظفي خدمة عملاء في أحد البنوك متعددة الجنسيات في الإمارات.

ويقول محمد المرزوقي (32 عاماً)  وشقيقه علي إن ما كان يشغلهما دائماً هي الزيارات الدورية إلى المستشفى لنقل الدم، قبل أن يدركا أن هناك أشياء أخرى في الحياة ينبغي التفكير فيها غير المرض.

وتغيرت حياة الشقيقين بعد أن عرفا المعنى الحقيقي للحياة، وتمكنا من التعايش مع حالتهما المرضية الوراثية، وأثبتا أن المصابين بهذا المرض يمكن أن يساهموا بفعالية في المجتمع إذا ما أتيحت لهما الفرصة المناسبة لذلك.

ففي عام 2012، أخذ محمد المبادرة بالتقدم للحصول على وظيفة في أحد البنوك،  وانتهى به الحال في “سيتي بنك” حيث تولى مسؤولية خدمة العملاء مما جعله يشعر بالفخر بعد أن تمكن من تحمل مسؤوليات عمله بنجاح على الرغم من حالته المرضية، وتغيرت نظرته للحياة وبات ينظر إليها بشكل أكثر إيجابية.

و بدأ محمد يعمل بجد، وعمل على تنظيم الجدول الزمني لعمله ليتوافق مع زيارات المستشفى، وتمكن من الحصول على زيادة في المرتب بعد سنة واحدة فقط نظراً لاجتهاده وإخلاصه في العمل، وشكلت هذه الوظيفة نقطة تحول في حياته بدأ بعدها بالتفكير بالزواج وتكوين أسرة بحسب ما ذكرت صحيفة جلف نيوز.

ويقول محمد: لم أعد أشعر بالاكتئاب، ففي كل يوم أتطلع للتوجه إلى العمل عند الساعة 9.00 صباحاً و استمتع بوقتي في العمل حتى الساعة السادسة مساءاً، وأعتقد أن كل شخص من ذوي الاحتياجات الخاصة يجب أن يمنح الفرصة للمساهمة في بناء المجتمع”.

و دفع النجاح الذي حققه محمد شقيقه علي إلى السير على خطاه، وفي فبراير عام 2014 حصل على وظيفة في فرع مركز وافي لنفس البنك، إلا أن علي اضطر للتغيب عن العمل لفترات طويلة نتيجة نوبات المرض المتكررة، وسافر إلى ألمانيا لمدة شهرين للعلاج في أحد المستشفيات.

وعلى الرغم من تغيب علي عن عمله، إلا أنه حظي بدعم كبير من قبل البنك، فعندما أدخل إلى أحد المستشفيات في مدينة العين جاء رئيس فرع البنك لزيارته، وسمح له بالسفر إلى ألمانيا للعلاج، كما سمح لشقيقه أحمد بالحصول على إجازة لزيارته.

ونتيجة هذا الدعم الكبير من البنك، تمكن علي من التعامل مع حالته بنجاح، وتغيرت حياته إلى الأفضل من خلال الشعور بقيمته في المجتمع وقضاء وقت ممتع مع زملاء العمل.

ما هو الثلاسيميا

مرض وراثي يؤثر على كريات الدم الحمراء وينتشر في منطقة حوض البحر الأبيض المتوسط، ينتج هذا المرض عن خلل الجينات يسبب فقر الدم المزمن، وهو مرض قد يسبب الوفاة عند المصابين فهو يؤثر في صنع الدم، فتكون مادة الهيموغلوبين في كريات الدم الحمراء غير قادرة على القيام بوظيفتها، ما يسبب فقر الدم وراثي ومزمن يصيب الأطفال في مراحل عمرهم المبكر، نتيجة لتلقيهم مورثين معتلين، أحدهما من الأب والآخر من الأم ويتم تشخصيه عن طريق الفحص المخبري الخاص والمعروف بالترحيل الكهربائي

 

زر الذهاب إلى الأعلى