أصبحت دبي حلم المهاجرين الأفارقة بعدما بات الوصول إلى الاتحاد الأوروبي درب من دروب الموت، ففي تقرير استقصائي سلطت صحيفة “لوموند” الفرنسية الضوء على حي ديرة – الواقع على بعد 50 كيلومترًا من مركز دبي – وهو الأكثر من حيث التعداد السكاني والأشهر في دولة الإمارات العربية المتحدة من حيث المراكز التجارية وفرص العمل.
وقالت الصحيفة إن ما يثير الانتباه لهذا الحي عادي أنه يتألف من مباني شاهقة تتراوح ارتفاعاتها من 10 إلى 15 طابقا تشبه ناطحات السحاب التي تزين الشارع الرئيسي بالعاصمة والذي يطلق علىه شارع الشيخ زايد.
وعلى الرغم من ذلك، أصبح هذا الحي “القديم نسبيا” مركزا يجذب الأفارقة حيث تنخفض فيه قيمة إيجارات المنازل (8000 يورو في العام لشقة تتكون من غرفتين تصل مساحتها إلى 60 مترًا مربعًا).
وقال تاميو وهو أحد المهاجرين القادمين من لاجوس منذ ما يقرب من 3 أسابيع، إنه “يبحث عن فرصه” للعمل في دبي ويكفل تاميو (26 عاما) ثلاثة رجال – اثنين من نيجيريا وآخر من الكاميرون – وهم من “معارفه”، موضحا أنه شاهد تجارب من سبقوه كما سمع أخبار جيدة عنهم مما حثه على المبادرة بخوض هذه التجربة.
وكان تاميو يقوم بترتيب أوراقه للبحث عن عمل حتي يتسني له أن يغيير تأشيرة دخوله السياحية إلى تأشيرة عمل، مشيرا إلى أن كل من التقي بهم في دبي يعملون لذا فهو يأمل في إيجاد عمل بحسب ما نقل موقع البوابة نيوز.
وتري “لوموند” إن دبي يبلغ تعداد سكانها 2 مليون نسمة من بينهم 85% أجانب بعضهم قادم من الغرب ومن باكستان والصين.
وتقدم دبي -التي تشيد العديد من المشروعات المختلفة في مجال البنية التحتية في هذه المدينة المتعددة الجنسيات- فرص عمل كبيرة في مجال الإنشاء، لاسيما بعدما وقع الاختيار علىها لاستضافة معرض “اكسبو” الدولي لعام 2020، وأكدت وزراة السياحة الاماراتية أن دبي استقبلت خلال عام 2014 ما يقرب من 13 مليون سائح.
وترك ريجوبرت زوجته وطفلين في الكاميرون وتوجه أيضا إلى دبي بحثا عن فرصة للعمل، وقال ريجوبرت ” أحلم بأن ادخر مالا كثيرا حتي يتسني لي أن أبدأ مشروعا في بلادي”.
وكان ريجوبرت ينتظر أن يجري مقابلة مع أحد أرباب العمل في المركز التجاري بدبي، موضحا أنه كان يعمل في فندق مقابل 1500 درهم إلا أنه يسعي لتحسين وضعه المادي، مشيرا إلى أنه يرسل نصف راتبه إلى أسرته ويدخر الربع.
وأضافت الصحيفة الفرنسية أن الأفارقة الذين يعملون في دبي لا يشغلون إلا المناصب التي تتطلب مهارات خاصة بخلاف كانينسو التي حصلت في عام 2012 على بكالوريوس التجارة من جامعة ناكورو وتشغل حإلىا منصب في شركة لتوظيف العمال، وتؤكد هذه السيدة أن لديها زميل من الكوت ديفوار وآخر من موزنبيق ويصل راتبها إلى 3000 يورو ويعد ذلك مبلغا هائلا حتي إذا كان مستوي المعيشة مرتفع نسبيا.
وتري “لوموند” أن ارتفاع الأجور في دبي مقارنة بمتوسط الرواتب في بلادهم (أو حتي في أوروبا) يجذب العديد من المهاجرين الأفارقة إلى الإمارات ومنذ أكثر من 10 أعوام، يذهب الغالبية العظمي من الأفارقة إلى دبي للتسوق حيث إنها تعد من أشهر الأسواق العالمية.
وأصبحت الإمارات العربية خامس أكبر دولة على مستوي العالم تستقبل مهاجرين حيث وصل عدد الوافدين إلىها 7.8 مليون شخص وفقا لما ورد بتقرير المنظمة الدولية للمهاجرين.
الجدير بالذكر أن هناك العديد من الخطوط الجوية التي تربط الإمارات بإفريقيا حيث تقوم شركة الخطوط الجوية الإمارتية بحوإلى 200 رحلة أسبوعية إلى 83 مطارا في إفريقيا.
وأفادت مؤشرات غرفة التجارة بدبي إن التبادلات التجارية مع القارة الإفريقية وصلت إلى 8% من إجمإلى التجارة الخارجية التي وصلت إلى 321 مليار يورو خلال عام 2014.