10 مزاعم حول “أزمة الهجرة” في المملكة المتحدة

فندت صحيفة “الإندبندنت” 10 مزاعم حول “أزمة الهجرة” في المملكة المتحدة، وجاء التقرير بمثابة رد على الأصوات المنادية بضرورة وقف تدفق المهاجرين على بريطانيا باعتبارهم يمثلون عبئا اقتصاديا على الدولة الأوروبية، وقد أظهر استطلاع قامت به القناة الخامسة البريطانية العام الماضي أن حوالي 70% من البريطانيين يرغبون في تقليل أو منع تدفق المهاجرين على بلادهم.

1-ارتفاع معدلات الهجرة ليس أمرا سيئا:

بلغ عدد المهاجرين إلى المملكة المتحدة حوالي 641 ألف شخص خلال عام 2014 منهم 284 ألف شخص لأغراض العمل فيما يعد أعلى معدلات الهجرة في تاريخ بريطانيا، وتحاول الحكومة إضفاء الجانب السلبي على هذا الأمر، لكن الخبراء يشيرون إلى أن الاقتصاد البريطاني بدأ في النمو من جديد، أي أنه أصبح جاذبا للعمالة ويحتاج بالفعل إلى كل يد من هذه الأيدي العاملة الوافدة.

2-المهاجرون لا يسرقون فرص العمل:

في أعقاب فتح الحدود بين دول الاتحاد الأوروبي في مطلع الألفية الجديدة قامت أعداد كبيرة من مواطني أوروبا الشرقية بالهجرة إلى المملكة المتحدة سعيا لفرص عمل أعلى أجرا، لكن ذلك لم يؤثر سلبا على فرص العمل المتوفرة للبريطانيين، فوفقا للإحصاءات الرسمية هبطت معدلات البطالة في الفترة ما بين عامي 2003 و2005 فيما سجلت فرص العمل الخالية ارتفاعا طفيفا.

3-المهاجرون لا يمثلون عبئا على الخدمات العامة:

ساهم المهاجرون في إدرار نحو 20 مليار جنيه إسترليني (30.9 مليار دولار) للاقتصاد البريطاني خلال السنوات العشر الماضية، في الوقت نفسه هم لا يمثلون عبئا على الخدمات العامة إذ لا يحق لهم الاستفادة من إعانات البطالة أو الإسكان الاجتماعي، فالطلبة وأصحاب تأشيرة العمل واللاجئون لا يتوفر لديهم شرط الإقامة الدائمة بالمملكة المتحدة للاستفادة من تلك الخدمات.

ووفقا لبيانات لجنة “المساواة والحقوق الإنسانية” فإن 90% من المستفيدين من مشاريع الإسكان الاجتماعي ولدوا في المملكة المتحدة.

4-معظم المهاجرين شرعيون:

انتقدت الصحيفة مصطلح “مهاجر غير شرعي” على اعتبار أن معظم المهاجرين العالقين على الحدود البريطانية جاءوا إما فرارا من الاضطهاد والفقر أو هربا من منطقة صراع، وطالبو اللجوء لهم “حق قانوني” لدخول البلاد دون انتظار القرارات السياسية.

5-المهاجرون يتعلمون الإنجليزية:

كان “تعلم اللغة الإنجليزية” أحد المطالب الرئيسية للمواطنين البريطانيين المشاركين في استطلاع المهاجرين العام الماضي، وأوضحت “الإندبندنت” أن معظم المهاجرين الوافدين على بريطانيا يتحدثون الإنجليزية بالفعل من قبل دخولهم البلاد، وبحسب أحدث البيانات المتوفرة في 2011 فإن 138 ألف شخص فقط من إجمالي 7.5 مليون مهاجر لا يتحدثون الإنجليزية، ومعظمهم من النساء الآسيويات الأكبر سنا الذين لا يعيشون أو يعملون خارج نطاق مجتمعاتهم.

تجدر الإشارة إلى أن الحكومة البريطانية تشترط تجاوز اختبار اللغة الإنجليزية لمنح تأشيرات العمل.

6-أوروبا وخاصة المملكة المتحدة لا يستضيفون أكثر من حصتهم من المهاجرين:

كثيرا ما تشتكي الدول الأوروبية من أنها تستضيف أكثر من حصتها العادلة من المهاجرين، إلا أن التقرير أشار إلى أن العكس هو الصحيح، حيث تستضيف الدول النامية أكثر من 80% من اللاجئين في العالم، وأكبر مثال على ذلك استضافة تركيا لنحو 1.59 مليون لاجئ سوري.

كما أشار إلى أن بريطانيا على الأخص تضم أعدادا أقل من المهاجرين مقارنة بقرنائها الأوروبيين، فألمانيا على سبيل المثال تضم حوالي 7.2 مليون مقيم غير ألماني.

fafd4a32-3639-4e32-bd77-1b585628cb67

7-تيسير القوانين لا يؤدي إلى تدفق المهاجرين:

رأت “الإندبندنت” أن تيسير قوانين الهجرة لا يؤدي إلى تدفق المهاجرين، والدليل على ذلك عدم استقبال المملكة المتحدة لأعداد كبيرة من مواطني رومانيا وبلغاريا بعد إعلان رفع القيود عن تأشيرات العمل لمواطني الدولتين في مطلع عام 2014، وقام اثنان من أعضاء البرلمان البريطاني حينئذ باستقبال أول مهاجر روماني في المطار احتفالا بهذا القرار في الأول من يناير/كانون ثاني 2014.

على الرغم من ذلك يفضل مهاجرو بلغاريا التوجه إلى ألمانيا والدنمارك لارتفاع مستوى الأجور أو إلى إيطاليا وإسبانيا اللتين تضمان مجتمعات بلغارية قائمة بالفعل.

8-المهاجرون يساهمون في دفع عجلة الاقتصاد البريطاني:

يقوم الكثير من المهاجرين على مستوى العالم بتحويل جزء من دخولهم إلى أسرهم في بلادهم الأم، لكن الأزمة الاقتصادية العالمية التي اندلعت في عام 2008 أجبرت العاملين على ضغط نفقاتهم وقلصت كثيرا من هذه التحويلات، أي أن دخول هذه الفئة تفيد الاقتصاد البريطاني إذ لا تغادر أراضي المملكة المتحدة.

9-قلق البريطانيين من المهاجرين غير مبرر:

انتقد التقرير قلق المواطنين البريطانيين من المهاجرين معتبرا أنه “غير مبرر” ولا يستند على أسس حقيقية، فخلال الانتخابات الأخيرة تصدرت قضية الهجرة مخاوف 21% من سكان “ويلز” و19% من سكان شمال شرق المملكة، رغم أن المنطقتين لا تضمان أعدادا كبيرة من المهاجرين، فواحد من كل عشرين شخصا فقط في هذه المناطق ولد خارج بريطانيا.

10-المهاجرون لا يرفعون معدلات الجريمة:

أشارت الصحيفة البريطانية إلى أن الأبحاث أقرت بعدم ارتفاع معدلات الجريمة في المجتمعات التي يكثر بها المهاجرون، بل إن المناطق التي تضم مجتمعات من مواطني أوروبا الشرقية شهدت تراجعا في نسبة الجريمة.

فالمهاجرون شأنهم شأن المواطنين في كل مكان، إذا توفرت لديهم ظروف الحياة المناسبة من فرصة عمل وعائد مناسب لن يلجؤوا إلى ارتكاب جرائم.

زر الذهاب إلى الأعلى