تزايد دور كاميرات المراقبة في الأعوام الأخيرة في مراقبة المدن ومنع حدوث السرقات والمخالفات القانونية والكشف عن الفاعلين في حال وقوع هذه المخالفات، و عرضت نماذج من صور التقطتها كاميرات المراقبة سجلت في دبي مارينا خلال منتدى للأمن والسلامة عقد في دبي مؤخراً و تمت مناقشة دور هذه الكاميرات في الكشف عن حركة الإنسان في المناطق المحظورة وإطلاق أجهزة الإنذار في حال وجود أية مخالفة.
وناقش مجموعة من الخبراء خلال المنتدى الدور المتنامي للكاميرات في مراقبة المدن، والتحديات التي تفرضها ضرورة توفير مراقبة دائمة على مدى 24 ساعة لمناطق عديدة من المدينة.
وقال هادي ريس مدير أول شركة Aviglon في الشرق الأوسط: “كاميرات المراقبة في المدن الذكية يمكن أن تكون أكثر ذكاءاً و فعالية، وهناك كاميرا واحدة لكل ستة أشخاص في لندن على سبيل المثال، والسؤال الكبير الذي يحتاج للإجابة: من هو الذي يراقب جميع هذه الكاميرات؟ وهل هناك عدد كاف من الناس لرصد ملايين الكاميرات؟”.
وأضاف ريس أن الكاميرات الذكية لديها القدرة على مراقبة نفسها بنفسها عن طريق بعض الخوارزميات، وذلك بعدما قام بعرض صور التقطتها كاميرات المراقبة في دبي مارينا، موضحاً أن هذه الكاميرات يمكنها الكشف عن أية حركة للغرباء في المناطق المحظورة وإطلاق أجهزة الإنذار عند حدوث ذلك.
وأوضح ريس أن أجهزة الإنذار يمكن أن تنطلق في حال دخول السيارة من ممر الخروج في موقف السيارات على سبيل المثال، أو عند حركة السيارات في الاتجاه المعاكس لحركة السير، أو حتى عند الكشف عن حركة بشرية في المناطق غير المصرح بها.

وقال ريس: “كاميرات التسجيل ذات الدقة المنخفضة غير مجدية في تحديد هوية المشتبه بهم، وما نحتاجه هو الكاميرات القادرة على تسجيل لقطات واضحة ذات جودة عالية”.
من جهته أشار العقيد راشد الفلاسي إلى أن توقع الجريمة هو جزء من عمل الشرطة، وهناك جانب كبير من العمل ينطوي على تحليل المخاطر المحتملة في المجتمعات عند وضع تدابير السلامة، حيث تؤخذ الكثافة السكانية بعين الاعتبار، بالإضافة إلى أن المدينة الذكية تحتاج إلى ناس أذكياء مع أجهزة ذكية.
ولا تزال عملية استخدام عدة كاميرات لمراقبة حركة المدنيين موضع جدل بين مؤيد ومعارض في جميع أنحاء العالم، فالبعض يرى فيها خطوة ضرورية للحفاظ على الأمن والسلامة لسكان المدينة، في حين يعتبرها آخرون انتهاكاً للخصوصية والحياة الشخصية للسكان.
و أكد جوردن لوف المدير الإقليمي في شركة سيمانتك على الحاجة إلى جعل المدن أكثر أماناً من خلال الاستخدام الأمثل لكاميرات المراقبة وموارد الرصد الأخرى، مضيفاً أن دبي تشكل مثالاً رائداً للمدن الذكية التي تعمل على تحسين مستويات السلامة وحماية البنية التحتية الوطنية.