أمرت السلطات المجرية، أمس الثلاثاء، بإخلاء محطة القطارات الرئيسية في بودابست حيث تجمع المئات من المهاجرين للذهاب إلى النمسا وألمانيا، في حين لا تزال أوروبا منقسمة إزاء اكبر أزمة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية.
ويأتي ذلك فيما أظهرت أرقام منظمة الهجرة الدولية أن أكثر من 350 ألف مهاجر عبروا البحر المتوسط منذ يناير الماضي.
وقالت صحيفة “ديلي ميل” البريطانية أنه بعد الإخلاء، أعيد فتح محطة “كيليتي”، ولكن فقط لغير المهاجرين حيث لم تسمح الشرطة سوى بدخول حاملي جوازات السفر والهويات والتأشيرات.
وعلى الأثر، تظاهر نحو 200 مهاجر بشكل عفوي أمام المحطة وهم يصرخون “ألمانيا، ألمانيا” و”نريد أن نرحل”.
وطلبت السلطات عبر مكبرات الصوت صباح أمس من الجميع مغادرة المحطة، معلنة أن حركة القطارات ستبقى متوقفة لحين إخلائها.
وسمحت سلطات المجر الاثنين للمرشحين للجوء بمغادرة المخيمات العشوائية التي أقاموها قرب محطات بودابست، ونتيجة لذلك وصل نحو 3650 مهاجرا معظمهم بدون تأشيرات الاثنين إلى فيينا وهو رقم قياسي في يوم واحد هذه السنة وفق الشرطة النمساوية.
واعتبر رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي خلال زيارة إلى برلين الثلاثاء أن أزمة الهجرة الحالية تشكل “أكبر تحد لأوروبا” على مدى السنوات المقبلة فيما تواجه القارة تدفقا متزايدا للاجئين هربا من الحروب والاضطهاد والفقر في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.
واجتاز أكثر من 350 ألف مهاجر منذ يناير البحر المتوسط الذي غرق فيه 2643 شخصا أثناء محاولتهم العبور إلى أوروبا وفق حصيلة جديدة أعلنتها المنظمة الدولية للهجرة الثلاثاء في جنيف.
وحذرت المستشارة الألمانية انغيلا ميركيل الاثنين من أن فشل التوصل إلى رد مشترك للأزمة يهدد المثل العليا للاتحاد الأوروبي، وقالت ميركل “إذا فشلت أوروبا في أزمة اللاجئين فان ما يربطنا بالحقوق المدنية العالمية سينقطع وسيضمحل”، وانتقدت ضمنا دولا مثل سلوفاكيا بقولها “إذا بدأنا بالقول لا أريد مسلمين فهذا لن يكون جيدا”.
وجددت ميركل الدعوة إلى تحديد حصص لاستقبال اللاجئين لكل بلد أوروبي الأمر الذي أعلن العديد من الدول رفضه.
يأتي ذلك في الوقت الذي تنوعت فيه وسائل اللاجئين للهجرة إلى أوروبا، حيث انتشرت خلال الفترة الأخيرة الهجرة بواسطة المراكب، التي راح ضحيتها آلاف الضحايا غرقًا في مياه البحر.
ويحاول البعض الآخر من المهاجرين استخدام القطارات بين الدول الأوروبية، أو الشاحنات، لكن كانت أغرب طريقة ما حدث أمس، حينما عثرت الشرطة الإسبانية على مهاجر إفريقي كان مختبئاً في مؤخرة سيارة بحالة صحية يرثى لها لدى محاولته العبور بشكل غير شرعي من إفريقيا إلى إسبانيا.
ويعتقد بأن الرجل قدم من غينيا وحاول العبور إلى إسبانيا عبر منطقة سيوتا الإسبانية، وعثرت الشرطة الإسبانية على الرجل الذي لم يتم الكشف عن هويته بعد أن لاحظت توتر سائق السيارة الأمر الذي دفع الشرطة لتفتيش السيارة بشكل دقيق.
وخرج الرجل من السيارة بحالة صحية سيئة بسبب الحرارة الشديدة وأبخرة الوقود المنبعثة من المحرك ما أدى إلى إصابته بالجفاف. ويذكر بأن الرجل استقل السيارة المتوجهة من المغرب نحو الحدود الإسبانية في محاولة منه لعبور الحدود بشكل غير شرعي والوصول إلى إسبانيا ليتقدم بطلب اللجوء هناك.
وعثرت الشرطة على مهاجر آخر في نفس السيارة كان مختبئاً خلف مقاعد الركاب في مؤخرة السيارة. ونقل الرجلان إلى المستشفى وعولجا ضد الجفاف والتشنجات، وقال الأطباء بأن المهاجرين كان من الممكن أن يموتا لو بقيا لفترة أكبر في مخبئهما.