شهد محبو القمر ومتابعو السماء في مختلف أنحاء العالم ليل الأحد والاثنين (28 سبتمبر / أيلول 2015) ظهور ظل الأرض يلقي بوهج أحمر على القمر نتيجة تزامن نادر لخسوف القمر، إذ تحول الوهج الأبيض البراق للقمر ببطء إلى اللون الأحمر الباهت. وينجم هذا اللون عن نثر الغلاف الجوي للأرض ضوء الشمس في الظل.
هذا النوع من الخسوف القمري الكامل يسمى بـ”القمر العملاق”، ويُعرف أيضا باسم “القمر الدامي”، ويظهر أكبر وأكثر توهجاً من المعتاد، إذ يصل القمر إلى النقطة في مداره التي يكون فيها أقرب للأرض. ظاهرة القمر المتوهج العملاق هي ظاهرة نادرة لن تتكرر حتى عام 2033، حسب وكالة ناسا.
يعد القمر رمزا دينيا للكثير من الأديان وكذلك رمزا فلكيا منذ قديم الزمان. وطالما ارتبط حجم القمر وبعده عن الأرض بالكثير من نشاطات البشر وطقوسهم الدينية واستعمال التقويم القمري شائع في الكثير من دول العالم. وهذه القطعة المعدنية التي وجدت في سنة 1999 في ولاية سكسونيا انهالت الألمانية قُدر عمرها بأكثر من 3700 عام، وهي توضح كيف اهتم الإنسان بعلم الفلك منذ قديم الزمان وفقًا لـ “DW”.
أما القمر في الفن فيرمز إلى عدة أشياء، مثل البراءة أو العفة. وشاع استعمال القمر في الفن في عصر الرومانسية الذي استمر بين الأعوام 1800 و1840. وهذه اللوحة للرسام كاسبر ديفيد فريدريش من العصر الرومانسي من سنة 1820 بعنوان: “رجلان يتأملان القمر”.
كان للقمر دورا كبيرا في القصة والأدب والشعر. وتغزل الكثير من الشعراء العرب والأوروبيين والألمان بالقمر، ودائما ما يرمز القمر في الأدب إلى الهدوء والحزن والشوق، وكذلك للتعزية كما صوره الأديب والشاعر الألماني الشهير غوته في قصيدته “فوق القمر”.
ارتبطت كثير من الأساطير بالقمر منذ قديم الزمان، وبعضها تحدث عن أن بعض الناس تتغير طباعهم أو يصبحون ذئابا عند اكتمال القمر. والكثير من أفلام السينما تناولت مواضيع أساطير القمر، كما في فيلم “الإنسان الذئب” من سنة 1941 وفيلم “مدمن القمر” من سنة 1987.
في 20 تموز/ يوليو 1969 نجح الإنسان في الهبوط على سطح القمر، وأول من وطأت رجله القمر هو نيل أرمسترونغ وباز ألدرين. وبدأ القمر في فقدان لمعانه الإعلامي والأدبي بعد تمكن الإنسان من الوصول إليه و الكشف عن أسراره الغامضة.
لكن سحر القمر وتأثيره الكبير على الأرض وعلى حياتنا لم يقل، ومازال يشغل الأدب والعلم والفن والفلك. في سنة 2013 بدأ الفنان الصيني الشهير آي واواي والرسام الدنماركي أولافور إلياسون مشروع “القمر” لنشر لوحات فنية لكل من يحب أن يشارك في الموقع.
