نشرت صحيفة غلف نيوز قصة صديقين إماراتيين وأبناء عمومة عاشا سوياً واستشهدا معاً أثناء أداء واجبهما يوم 4 سبتمبر الجاري في اليمن.
وقالت الصحيفة إن كلاً من محمد سعيد الصريدي وسعيد سالم الصريدي أبناء عمومة و أصلهما من وادي السدر وهي قرية نائية على سفوح جبل حجر على بعد 70 كم من مدينة الفجيرة.
ووفقاً لأقارب الشهيدين وسكان القرية الذين تجمعوا لتقبل العزاء في استشهاد جنود الإمارات فقد كان الشهيدان من أعز الأصدقاء ولا يفترقان أبداً.
وقال عبد الله سعيد الصريدي الشقيق الأكبر لمحمد : “كانا دائماً معاً، تربيا وكبرا في جبال وادي السدر، وأراد كل منهما أن يكون فرداً من أفراد القوات المسلحة الإماراتية، و كانا يلعبان لعبة الجيش وهما طفلان صغيران، وطالما عبرا عن رغبتهما بتقديم حياتيهما للوطن”.
وكان محمد (31 عاماً) فرداً في القوات المسلحة الإماراتية على مدى السنوات العشر الماضية، وغادر إلى اليمن قبل أسبوع من وفاته.
ووفقاً لعبد الله فقد كان كل محمد وسعيد محبوبين من قبل جميع أفراد الأسرة وسكان القرية لعملهما الاجتماعي والأنشطة التي كانا يقومان بها لمساعدة الجميع.
وأضاف عبد الله: “كانا فرحة للقرية بأكملها ومصدر فخر لنا جميعاً، وكلما حضرا إلى القرية كان الجميع يشعر بالسعادة لأنهما يخلقان أجواءاً احتفالية، خاصة وأن مجتمعنا من المجتمعات الصغيرة التي لا تضم أي مراكز أو أنشطة اجتماعية مثل المدن، لذلك يجتمع الناس حول نار المخيم ويبدأ الشيوخ بسرد قصص الأجداد والحديث عن الحياة بين الماضي والحاضر”.
محمد واحد من 8 أشقاء وترك خلفه زوجته وثلاثة أطفال، في حين سعيد ترك زوجته وطفلاً واحداً، وقد تحدث كل منهما إلى أسرته للمرة الأخيرة في يوم 3 سبتمبر أي قبل يوم واحد من استشهادهما في اليمن.
و حظيت الأسرة بزيارة قادة الإمارات الذين قدموا تعازيهم بالشهيدين، حيث زارهما صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم وصاحب السمو الشيخ محمد بن زايد.
زيارة محمد بن زايد مرتين لوادي السدر
وقد حرص الشيخ محمد بن زايد آل نهيان على تقديم واجب العزاء لوالد الشهيد سالم الصريدي في وادي السدر مرتين، الأولى حين التقى ولي عهد أبوظبي والد الشهيد سعيد سالم الصريدي في عزاء الشهيد محمد سعيد الصريدي في وادي السدر قبل 4 أيام، لحظه تلقيه نبأ استشهاد ابنه سعيد خلال تقديم واجب العزاء بالشهيد محمد الصريدي، والثانية اليوم الخميس حين قصده الشيخ محمد بن زايد في منزله في الفجيرة.
وذكر موقع 24 أن والد الشهيد، سالم الصريدي، قدم نفسه لولي عهد أبوظبي على أنه والد الشهيد سعيد سالم الصريدي، مؤكداً للشيخ محمد بن زايد أن تعزيته له ولأسرة الشهيد قد وصلت، راجياً إياه ألا يكلف نفسه عناء الحضور مرة أخرى إلى وادي السدر في الفجيرة، لتقديم العزاء مجدداً، إلا أن حرص الشيخ محمد على معاملة الشهداء وذويهم بالمثل حملته على زيارة منزل ذوي الشهيد مرة أخرى وتقديم واجب العزاء لوالد الشهيد وأسرته مره أخرى.