أصبح حلم توليد طاقة نظيفة بكميات كبيرة وأسعار معقولة من الفضاء أقرب إلى الواقع من أي وقت مضى.
تخيل آلاف الميغاوات من الطاقة الشمسية النظيفة التي تحصد من الفضاء وتسلم إلى الأرض بأسعار معقولة، ويساعد ذلك على زيادة الكمية المعروضة من المياه النظيفة. ويتوقع المراقبون أن يتم تحقيق ذلك خلال عقدين من الزمن أو أقل من ذلك، ويمكن أن تأخذ الإمارات زمام المبادرة في تقديم مثل هذا الحل الثوري للعالم بحسب صحيفة خليج تايمز.
ومع التراجع الكبير في أسعار النفط خلال الفترة السابقة، أصبحت الدول الغنية بالنفط في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا تمتلك حافزاً لرفع أسعار الكهرباء المولدة باستخدام المشتقات النفطية، مما جعل الحاجة لمصادر الطاقة المتجددة أكثر من أي وقت مضى.
وخلال السنوات القادمة، ومع ارتفاع تلوث البيئة وانخفاض احتياطيات النفط والغاز العالمية، بات التحول إلى سياسات تعتمد على الطاقة المتجددة أمراً حتمياً، وقامت أبوظبي بالفعل بتركيب محطة شمسية حرارية لتوليد 100 ميغاواط من الطاقة، إلا أن منطقة الشرق الأوسط ودول الخليج لا تزال على أول الطريق للانتقال إلى عصر الطاقة المتجددة، حيث تقوم المملكة العربية السعودية على سبيل المثال بتوليد 0.003 غيغا واط فقط من الطاقة المتجددة باستخدام المحطات الشمسية.

ومن القضايا الأخرى التي تجعل الانتقال إلى عصر توليد الطاقة المتجددة من الفضاء أمراً هاماً لدول المنطقة هي قصية شح المياه التي تنذر بأزمة كبيرة في المستقبل، ومع تزايد التوقعات باستنزاف احتياطيات النفط والوقود الأحفوري خلال القرن الجاري، يتوقع أن تكون منطقة غرب آسيا والشرق الأوسط الأكثر تضرراً بنقص المياه ومصادر الطاقة.
وكانت وكالة الفضاء اليابانية قد أعلنت في وقت سابق من العام الحالي تحقيق تقدم تقني كبير في مجال إنشاء محطة فضائية للطاقة الشمسية يمكن أن تولد الطاقة وترسلها عبر الأثير إلى الأرض، وقال متحدث باسم وكالة الفضاء اليابانية “إنها المرة الأولى التي نتمكن فيها من إرسال طاقة كهربائية بقوة 2 كيلوواط عبر الأثير باستخدام جهاز توجيه”.
كما خلصت أبحاث أجرتها وكالة الفضاء الأمريكية “ناسا” قبل عامين إلى إمكانية توليد الطاقة الشمسية من الفضاء في عام 2025 ما يعني أنه في حال نجاح تلك الأبحاث سيتمكن العلماء من إيجاد مصادر متجددة للطاقة دون الحاجة إلى المخاطرة بانتظار نفاد وسائل الطاقة التقليدية من نفط وغاز والمتوقعة بحسب بعض التقديرات خلال سبعين عاماً.