واشنطن بوست| لماذا يزداد استهلاك المياه المعبأة في الولايات المتحدة؟

ناقش تقرير نشرته صحيفة “واشنطن بوست” ازدياد الإقبال على المياه المعبأة في الولايات المتحدة، واحتمالية تفوقها على الصودا.

وفي الوقت الراهن، يستهلك الفرد في الولايات المتحدة أكثر من 35 جالونا من المياه المعبأة سنوياً في المتوسط، وفقاً لبيانات صادرة عن شركة الأبحاث “Beverage Marketing”، وهو ما يعادل حوالي 270 زجاجة، وأكثر من ضعف الاستهلاك منذ 15 عاماً مضت.

وبالطبع سيتخذ هذا المعدل اتجاهاً صاعداً، فمن المتوقع أن يشرب المواطن الأمريكي في المتوسط 300 زجاجة بحلول عام 2017.

ومن هذا المنطلق، فإنه من المتوقع أن تتفوق المياه المعبأة على الصودا لتصبح المشروب المعبأ الأكثر استهلاكاً في الولايات المتحدة على مدار العامين القادمين.

ويمثل ازدياد شهية المياه المعبأة وخاصة في دولة غنية مثل الولايات المتحدة موضوعاً حساساً، ولكن صناع المياه المعبأة ينظرون للأمر بشكل مختلف ويروجون لمنتجهم على أنه بديلاً صحيا للمشروبات السكرية ويقولون إنها تعد خياراً أكثر أماناً لأولئك الذين يعيشون في مناطق لا تتوافر بها صنابير المياه النظيفة.

إذا، لماذا يشتري الأمريكيون المياه المعبأة؟

لا يعد ازدياد استهلاك المياه المعبأة أمراً جديداً في الولايات المتحدة؛ حيث يتزايد شراء الأمريكيين لها منذ ما يقرب من عقدين، ولكن استمرار قوتها يبرز عدداً من الاتجاهات الأساسية.

أولاً: زيادة الوعي الصحي، حيث قال مدير الأبحاث لدى “Beverage Marketing” “جاري هيمفيل”: “المستهلكون ينظرون إليها بوصفها مشروبا صحيا بديلا”، “وأن الأفراد يختارونها عن المشروبات السكرية – مثل الصودا – لذلك السبب”.

ثانياً: زيادة الخيارات، وفسر ذلك الاتجاه السيد “جاري” قائلاً: “إذا نشأت في السبعينيات ورغبت في شرب شيء ما بارد ومنعش، فكنت ستختار مشروبا غازيا لأنه حقاً لم يكن هناك العديد من الخيارات الأخرى”، و”لكن الآن هناك الكثير، والمياه المعبأة تعد في وسط تلك الخيارات”.

هذا فضلاً عن التسويق، فمن أجل تمييز منتج عادة لا يمكن تمييزه، فإن الشركات لجأت إلى حملات ترويجية ذكية، وبشكل عام أنفقت العلامات التجارية للمياه المعبأة 80 مليون دولار على الإعلانات في العام الماضي، وفقاً لما ذكرته صحيفة “وول ستريت جورنال”.

إلى جانب أن المياه المعبأة تعد مريحة أكثر من أي شيء آخر، فهي تباع لدى محلات السوبر ماركت والمتاجر التقليدية، ومقاهي “ستاربكس”، وفي أي مكان ما يمكن إيجادها في حين يصعب توافر ينابيع المياه، وأشار السيد “جاري” إلى أن: الأفراد الذين يشترون المياه المعبأة يكونون أكثر شباباً ونشاطاً”، و”أنهم يحبون إمكانية حمل المياه والتنقل بها”.

هذا وتستفيد من زيادة الاستهلاك الشركات المُصنعة مثل “كوكاكولا”، و”بيبسيكو”، “ونستله”؛ حيث يجنون مليارات الدولارات من المياه المعبأة سنوياً، وسيواصلون التربح مع تنامي الاستهلاك.

وبنظرة سريعة على استهلاك المياه المعبأة منذ عام 1970، فكان المواطن الأمريكي يستهلك جالونا واحدا فقط من المياه سنوياً، ويوضح الرسم التالي الذي قدمه معهد أبحاث المياه المستدامة “Pacific Institute”.

b75ab775-022c-4674-94a9-8931c436fa44

زر الذهاب إلى الأعلى