أجرى صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي حوارا مع مجلة «نيوزويك» في عددها الإقليمي الأول تم نشره بالأمس، وتحدث من خلاله عن العديد من الأمور التي تختص بالسياسة والاقتصاد.
أوضحت لصدام في ذلك الوقت بأن التوازنات السياسية الدولية تتطلب تنازلات.. وبأن إنقاذ العراق يتطلب تنازلات.. وبأن الوقت هو وقت حكمة وليس وقت حرب.. وبأننا في دولة الإمارات مستعدون لتقديم دعم كامل له في حال تنازل للضغوط.. ووصل إلى حل توافقي سلمي لإنقاذ العراق.. وكم تمنيت لو استمع صدام لنصح محبين للعراق وأهله.. لكان وفر على هذه المنطقة الكثير من المآسي والفوضى والتدهور الذي أعقب سقوط العراق.
* في رأيك لماذا لم يستمع صدام لكم ولنصحكم؟
– صدام حسين هو شخص عارف وعالم بشؤون بلده الداخلية.. وقادر على إحداث توازن داخلي في العراق وقيادة تنمية لشعبه.. ولكنه على الصعيد الخارجي لم يكن واقعياً للأسف.. بل كان مغيباً إن صح التعبير.. ولعل المحيطين به كانوا يصورون له الأمور بشكل مخالف للواقع تماماً.. ولعل غزو الكويت مثلاً هو أكبر دليل على نوعية الأخطاء التي يمكن ارتكابها عندما لا تكون ملماً بالسياسة الدولية وغير مهتماً بتوازناتها ولا واقعيتها.. لم يكن لدى صدام واقعية سياسية في تعاملاته الدولية ولعل ذلك بسبب المحيط المجامل له.. حيث كان كمن يستمع لنفسه.. ويتحدث مع نفسه.. وهذا أحد أخطاء القادة العرب المشتركة للأسف الشديد.. لم يكن لدى صدام رؤية واضحة حول الوضع العالمي في ذلك الوقت.. ولم يكن لديه الحكمة الكافية للاستماع لنصيحة الأصدقاء.. رحمه الله.. ورحم الله شعب العراق وشعوب المنطقة.. تأخرت دولنا عشرات السنين بسبب أخطاء فردية.).