أفاد بحث نشرت نتائجه الخميس، بأن عاصفة شمسية تسببت في تدمير الغلاف الجوي، والمجال المغناطيسي لكوكب المريخ، وهو خيط مهم قد يميط اللثام عن لغز قديم يتعلق بكيفية تحول كوكب كان يشبه الأرض، إلى كوكب بارد وقاحل.
وعلى خلاف كوكب الأرض، فلا يوجد للمريخ مجال مغناطيسي لحماية غلافه الجوي، ما يجعله عرضة لأخطار الإشعاعات فوق البنفسجية المنبعثة من الشمس، إضافة إلى الانفجارات الغازية العالية الطاقة والجسيمات المغناطيسية التي تتدفق من الشمس أثناء العواصف الشمسية.
وذكر تقرير نشر في أحدث عدد من دورية «ساينس» هذا الأسبوع، أنه «في الثامن من آذار (مارس) الماضي، رصدت المركبة الفضائية (مافن) التي تدور حول المريخ والتابعة لإدارة الطيران والفضاء الأميركية (ناسا)، عاصفة شمسية تبدد الغلاف الجوي للكوكب الأحمر».
وتتسبب العواصف الشمسية وانبعاث الجسيمات بين الكواكب الناشئ عن منطقة تاج الشمس، في زيادة هائلة في أيونات الأوكسجين والكربون التي تملأ الفضاء.
وتُعد العاصفة الشمسية التي انطلقت في آ ذار (مارس) الماضي، هي الأكبر ضمن حوالى 12 عاصفة رصدتها المركبة «مافن» منذ وصولها إلى المريخ، لدراسته في أيلول (سبتمبر) العام 2014 .
وتهدف هذه المهمة إلى دراسة أنواع الأشعة المنبعثة من الشمس، والمصادر الكونية الأخرى، وتأثيرها في الغازات في الغلاف الجوي الخارجي للكوكب الأحمر.
ويساعد ذلك العلماء في تكوين فهم أفضل للغز تحوّل كوكب المريخ من جرم دافئ غني بالمياه إلى صحراء جرداء موجودة حالياً، في حين أكد المسبار «كيوريوسيتي» التابع لـ «ناسا» أنه «كان يتيح وجود حياة على سطح الكوكب».
ولم توضح أول صورة مكبرة أرسلتها المركبة «مافن»، أي تقييم لما حدث للمياه على سطح المريخ، فيما يعتقد العلماء بوجود خيارين هما، «إما انها انتشرت في الغلاف الجوي للكوكب، أو انها محبوسة في صورة جليد تحت سطح المريخ».
وقال كبير الباحثين في برنامج المركبة «مافن» بروس جاكوسكي: «السؤال الوحيد الذي نبحث له عن اجابة، هو هل تغير مناخ المريخ، نتيجة تأثير الفضاء فيه، أو أي عملية أخرى؟».
وأضاف: «بواسطة حساب كم الغازات التي انطلقت في الفضاء، نرجو ان نتمكن من تحديد ما اذا كانت تلك العملية مؤثرة».
وفي نهاية المطاف، سيساعد هذا البحث العلماء في تحديد الإطار الزمني الذي نشأت فيه الحياة على سطح المريخ بدقة.
