يعترف الكثير من العاملين في قطاع المصارف أن العمل في البنوك بات أمراً مملاً، لكن التكنولوجيا الحديثة التي تعد بمزيد من التطور في عمل البنوك سيجعلها أكثر إثارة للمتعاملين والموظفين على حد سواء.
وكان مجموعة من العاملين في مجال البنوك من جميع أنحاء الإمارات قد اجتمعوا الشهر الماضي لافتتاح مركز الابتكار الرقمي في دبي، واطلعوا على التقنيات الذكية التي ستجعل زيارة البنوك أمراً ممتعاً ومسلياً مثل استخدام جهاز الآيباد.
وكانت شركة سينكرون الاستشارية ومقرها نيويورك والمتخصصة في مجال الخدمات المصرفية والمالية قد أنشأت مركز الابتكار الرقمي في دبي، والذي يضم تقنيات مثل أجهزة الصراف الآلي فائقة الذكاء و “البنك المتكلم” الذي يستجيب للعملاء باستخدام الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى نظام الواقع الافتراضي بحسب ما ذكرت صحيفة ذا ناشيونال.
فرهاد إيراني، رئيس الخدمات المصرفية للأفراد في بنك المشرق، كان واحدا من الحضور. وقال إنه كان صريحاً خلال اللقاء بمقارنة زيارة البنوك في الوقت الحالي مع خيارات التسلية البديلة.

وأضاف إيراني: “زيارة المصارف تجربة مملة للغاية، وإذا كنت تريد أن تحظى بيوم ممتع، يمكنك الخروج مع أصدقائك أو تذهب لجلسة تدليك أو للعب الغولف، لكنك لن ترغب بالتأكيد بزيارة البنك الذي تتعامل معه إلا عند الضرورة”.
وأشار إيراني إلى أن بنك المشرق أراد القيام بشيء ما حيال ذلك، فقبل عامين أطلق مفهوم E Cube الذي يتضمن العديد من الميزات الذكية مثل الشاشات التفاعلية وجدول المحاكاة التفاعلية الذي يتيح المتعاملين عرض التوقعات المالية والمعلومات على هواتفهم، بالإضافة إلى أكشاك خاصة لإجراء محادثات الفيديو مع مركز الاتصال.

وتستخدم 16 من فروع بنك المشرق في الإمارات والبالغ عددها 45 فرعاً هذا المفهوم في الوقت الحالي، وأطلق البنك هذا العام خدمة imashreq التي وصفقت بأنها أول تجربة مؤتمتة بالكامل في المنطقة.
ويقول إيراني عن هذه التجربة: “ما حاولنا القيام به هو تعزيز هذه التجربة، وإعفاء العملاء من التعاملات الورقية المملة، وإحلال الأجهزة النقالة واللوحية مكانها”.
وبطبيعة الحال لا يقف التطور التكنولوجي عند حد معين، ويقول الخبراء إن البنوك في المستقبل ستكون مختلفة جذرياً عما هي عليه اليوم.
ويتوقع السيد إيراني أن فروع البنوك بشكلها الحالي لن تكون موجودة بعد 10 أعوام، بل ستتحول إلى ما يشبه السوبر ماركت، حيث يقوم العميل بالحصول على الخدمات المختلفة التي يريديها دون الحاجة إلى التعامل بشكل مباشر مع الموظفين.
كما يقدم مركز الابتكار الرقمي في مدينة دبي للإعلام رؤية أخرى حول العمل المصرفي في المستقبل. حيث يستخدم التطبيق الذي صممته شركة سينكرون الذكاء الصناعي للرد على الأوامر الصوتية للمستخدمين، وذلك باستخدام ميكروفونات خاصة تستقبل هذه الأوامر مثل الاستعلام عن الفواتير والحسابات أو تحويل الأموال إلى حساب آخر، ويمكن أن تتوفر مثل هذه الأجهزة في منازل العملاء، ليتمكنوا من إجراء جميع تعاملاتهم البنكية عن طريق الهواتف الذكية.
ويقول فيصل حسين الرئيس التنفيذي لشركة سينكرون إن البنوك الحالية ستخضع لتغيير جذري في غضون 15 عاماً القادمة، حيث من المتوقع أن تعمل هذه البنوك بتقنيات ثلاثية الأبعاد لتستجيب للعملاء باستخدام الذكاء الصناعي ولا داعي للقلق على أمان الحسابات البنكية، حيث يتم التعرف على العملاء من خلال بصمات أصابعهم أو حتى ضربات القلب.
