دشن سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية في يوليو الماضي ” النادي الدبلوماسي ” التابع لوزارة الخارجية ويحمل إسم الشهيد ” خليفة المبارك ” سفير الدولة الأسبق لدى باريس، ويقع النادي الدبلوماسي في الجهة الجنوبية للمبنى الرئيسي لوزارة الخارجية وفي المبنى السابق لمعهد الإمارات الدبلوماسي والذي يعد أقدم مبنى في وزارة الخارجية حيث تم بناؤه في عام 1990.
وحضر حفل التدشين أبناء الشهيد وهم: معالي خلدون خليفة المبارك رئيس جهاز الشؤون التنفيذية وسعادة رزان خليفة المبارك الأمين العام لهيئة البيئة في أبوظبي وسعادة محمد خليفة المبارك الرئيس التنفيذي لشركة الدار العقارية وعائلة وذوي الفقيد خليفة المبارك.
من هو خليفة المبارك
هو نجل المغفور الشيخ أحمد بن عبدالعزيز المبارك الذي ساعد في تأسيس النظام القضائي في إمارة أبوظبي، حيث شغل منصب رئيس دائرة القضاء الشرعي في الإمارة, كما أسهم جده بصورة كبيرة في تطوير النظام التعليمي في دولة الإمارات، وأسس أول مدرسة في الدولة في إمارة دبي.
تلقى خليفة تعليمه في لبنان، وكان من بين أصغر السفراء الذين تم تعيينهم، حيث عمل سفيراً للدولة في كل من السودان، وسوريا، وفرنسا. وقد لعب دوراً مهماً في تقوية العلاقات بين فرنسا والإمارات، كما لعب دوراً رئيسياً في تأسيس «معهد العالم العربي» في العاصمة الفرنسية باريس. وقد تم منحه وسام «جوقة الشرف» تقديراً لجهوده.
على الرغم من حياته القصيرة، إلا أن خليفة المبارك استطاع تحقيق الكثير خلالها، وأسهم بشكل كبير في تطوير العلاقات الثقافية والدبلوماسية لدولة الإمارات على الصعيد العالمي.
حفلت سيرة الشهيد خليفة المبارك بمسيرة ناجحة في طلب العلم، وتعددت مواقع عمله في وزارة الخارجية، حتى وصل سفيرا لدولة الإمارات العربية المتحدة، لدى فرنسا حيث اغتيل أمام منزله في باريس في الثامن من فبراير، عام 1984 وهو متوجه إلى مقر عمله، وكان عمره آنذاك (37 عاماً).
حادثة الاغتيال
كان السفير خليفة المبارك في فرنسا يهم بالدخول إلى منزله ذلك الصباح حينما جاءه من الخلف رجل عربي الملامح يلبس خوذة واقية، ويروي سائق السفير ما حصل: “كنت وسعادة السفير خارج المنزل حينما طلب مني الرجوع إلى داخل المنزل ومناداة سائق زوجته، وخلال تلك اللحظة شاهدت رجلاً ذي ملامح عربية في منتصف الثلاثينات يسحب مسدساً من جيبه ويسير نحو سعادة السفير الذي استدار ليدخل إلى المنزل ويطلق رصاصته قبل الهرب”.
هرب القاتل الذي تبين فيما بعد أنه ينتمي إلى مجموعة (أبو نضال) الفلسطينية التي اتخذت من العاصمة العراقية ملاذا لها خلال آخر سنوات قائدها أبونضال، هرب بعد أن أطلق رصاصة ثانية باتجاه السائق.
والشهيد خليفة بن أحمد عبدالعزيز المبارك ولد سنة 1947، تزوج وأنجب أربعة أبناء – رشا – رزان – خلدون– محمد.
عين بعد تخرجه سنة 1972 من جامعة بيروت العربية “قسم الفلسفة والاجتماع” في السلك الدبلوماسي والقنصلي لدولة الإمارات العربية المتحدة بدرجة سكرتير ثالث.
تنقل خليفة المبارك في عدة مناصب دبلوماسية ورقي في 22 نوفمبر 1973 إلى درجة وزير مفوض، وعين سفيراً لدولة الإمارات في السودان.
في سنة 1976 عين سفيراً لدولة الإمارات في دمشق، كما رقي سنة 1980 إلى درجة سفير وعين سفيراً لدولة الإمارات في باريس، ومندوباً دائماً لدولة الإمارات لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” في باريس.
شغل في فترة وجوده سفيراً للدولة في باريس منصب نائب رئيس معهد العالم العربي والذي يتخذ من باريس مقراً له.