فيصل الهاجري- الأنباء.. حسنا فعلت حكومة الإمارات بإنشاء وزارة للسعادة، وهذا إن يدل فإنما يدل على حرص الحكومة هناك على رفاهية المواطن وسعادته، فحكومة الإمارات تسابق الآخرين في كل شيء يعمل على تنمية المجتمع.
فالحكومة سارت أيضا على إنشاء الحكومة الإلكترونية قبل عدة سنوات وها هي في هذا العام ستعمل على تعميم الحكومة الإلكترونية في جميع القطاعات وستستغني عن المعاملات الورقية، وهذا سيعمل على تنمية المجتمع المستدامة أي أن المواطن لن يكلف نفسه عناء المراجعة وإنما سيكتفي عن طريق الهاتف الجوال بتخليص معاملاته بنفسه، وهذا سيقضي على الواسطة والمحسوبية وسيقضي أيضا على الازدحام المروري، فسوف تخف الاختناقات المرورية بسبب الحكومة الإلكترونية، ولكن السؤال أين نحن من هذا كله؟ هل تنقصنا الإمكانيات أم ينقصنا العزم والإرادة؟.
نعم العزم والإرادة والإخلاص والتفاني في العمل، هذا ما ينقصنا وتلك هي ثمرة النجاح لكل عمل، فجميع مشاريعنا هي حبر على ورق، لا تجد لنفسها طريقا في محل التنفيذ وإنما هي عاطلة مع وقف التنفيذ ما دام كل ذلك موجودا لدينا فلماذا لا ننافس الآخرين عبر ابتكار جديد لم ينازعنا ولن ينازعنا عليه أحد وستكون علامة الجودة كويتية مع مرتبة الشرف وهي إنشاء وزارة التعاسة.
نعم نستحق إقامة وإنشاء هذه الوزارة لأننا فعلا على المستوى الرسمي وأيضا على المستوى الشعبي ليس لدينا مبالاة وإنما أيضا إهمال على جميع الأصعدة وعلى كل المستويات نتغنى بحب الوطن في شهر واحد من كل سنة وهو شهر فبراير ويا ليت ذلك يصاحبه جهد وعمل وإنما مجرد أناشيد وأغان وحفلات واللعب برغوة الصابون، حتى احتفالاتنا بها تجرد من المعاني الحقيقية بحب هذا الوطن، وطن بدأ منذ سنوات يئن من التعب والوهن في مفاصل البلاد جميعا، اعتماد كامل على مورد اقتصادي وحيد وهو النفط فلولاه لكنا أشبه بدولة إفريقية قتلتها المجاعة، وها هو هذا المورد يتنازل عن قيمته فمن 130 دولارا إلى 28 دولارا والقادم أصعب، هذا مع عدم الاستثمار الحقيقي للنفط في السنوات الأخيرة، بدأنا نندب حظنا بعدم ترجمة هذه الأموال الهائلة إلى التصاريح بشد الأحزمة والترشيد.
دولة تعتمد على مصدر واحد فلا صناعة ولا زراعة ولا أي شيء يأتي رافدا لاقتصادنا المترنح ومع مجلس الأمة الذي سيبصم بالعشرة مع أي زيادة في قيمة الخدمات أو ضريبة على معاشات المواطن البسيط، نعم تراكمت على المواطن من جميع الأطراف، من هنا أدعو لإنشاء وزارة التعاسة فلم تسبقنا دولة إلى ذلك ونحن نستحقها بكل جدارة.