أظهرت دراسة حديثة أن ثلث الإماراتيين يشترون السلع المقلدة للعلامات التجارية الشهيرة، على الرغم من أن معدل دخل المواطن الإماراتي هو من بين الأعلى في العالم.
و كشفت الدراسة التي أجرتها جامعة باريس السوربون في أبوظبي أن العديد من المواطنين الإماراتيين يفضلون شراء السلع المقلدة، لعدم شعورهم بوجود مخاطر عند شراء مثل هذه السلع بحسب ما ذكرت صحيفة ذا ناشيونال.
وأكدت الدراسة التي شملت 104 من الإماراتيين أنهم لا يرون أية مجازفة أو خطر قانوني أو مالي في شراء السلع المقلدة، فضلاً عن المخاطر الأخلاقية والاقتصادية، ومع ذلك يربط الكثيرون بين هذه المشتريات والمخاطر النفسية، حيث يعتقدون أنها يمكن أن تخذلهم أو تعرضهم للانتقاد من قبل المعارف والأصدقاء.
وأجرى باحثون من جامعة السوربون في أبوظبي سلسلة من المقابلات مع مواطنين يمثلون شرائح مختلفة من المجتمع، و ركزت المقابلات في البداية على إدراك المخاطر النفسية وأداء السلع المقلدة، وفيما يتعلق بهذه المخاطر، يعتقد الكثيرون أن اكتشاف محيطهم الاجتماعي أن بعض السلع التي يستخدمونها مقلدة، سيؤدي إلى الاعتقاد بأن جميع ممتلكاتهم مزيفة.
وفيما يتعلق بنوعية الأداء، يقول المشاركون في الدراسة إن جودة هذه المنتجات تختلف بالتأكيد، وبعد استخدامها لمدة من الزمن، ستتعرض للتلف و ربما تحتاج إلى الصيانة.
والمثير للاهتمام أن هذه المقابلات أظهرت العديد من الاستراتيجيات التي يستخدمها المواطنون للتعامل مع مخاطر شراء السلع المقلدة، وتعتمد الاستراتيجية الأولى على الخبرة العالية للمستهلكين الإماراتيين في التعامل مع المنتجات الفاخرة، مما يساعدهم على اختيار أفضل المنتجات المقلدة.
الاستراتيجية الثانية تعتمد على استخدام المنتجات الأصلية والتقليدية في نفس الوقت بحسب المناسبة، حيث تستخدم الأصلية في المناسبات ذات المغزى الاجتماعي، في حين أن المنتجات التقليدية تستخدم في مواقف الحياة اليومية.
أما الاستراتيجية الثالثة فتعتمد على توفر نسخ مقلدة عن سلع أصلية حصرية بأعداد محدودة منها في الأسواق، حيث يصعب على الكثيرين التمييز بين الأصلية والمقلدة لندرة هذه المنتجات.
أما الاستراتيجية الرابعة والأخيرة فهي ذات جانب أخلاقي و إنساني، حيث تعتمد على فكرة أن شراء المنتجات الفاخرة الحقيقية يمكن أن يكون له تأثي سلبي على الفقراء، مما يعطي مبرراً دينياً و أخلاقياً لشراء البضائع المقلدة، وتقديم الأموال التي يتم توفيرها للفقراء.
