انتخابات نيويورك التمهيدية.. دونالد ترامب النجم أم النيزك؟

للوهلة الأولى، يبدو المرشح الجمهوري المحتمل دونالد ترامب الأوفر حظا للفوز بترشيح حزبه لانتخابات الرئاسة الأمريكية في يوليو المقبل، فاستطلاعات الرأي تمنحه تقدما مريحا على منافسيه.

وسترفع محطة الثلاثاء في نيويورك رصيده بلا شك إلى أكثر من 850 مندوبا، ليقترب أكثر من الرقم السحري 1237، الذي يؤهله لخوض انتخابات نوفمبر. لكن ما يقوله الواقع حتى الآن غير ما تقوله الأرقام.

حرب على كل الجبهات


Protesters demonstrate against Republican U.S. presidential candidate Donald Trump in midtown Manhattan in New York City April 14, 2016. REUTERS/Elizabeth Shafiroff

مشكلة ترامب الأساسية ليست مع القاعدة الانتخابية التي تفضله على غيره، وتشكلها في الأغلب شرائح واسعة من الناخبين البيض المنتمين إلى الطبقة الوسطى المحافظة، المحدودين على صعيد المستوى التعليمي، والذين يشعرون أن ما تشهده أمريكا من تغييرات في المجتمع والقيم الثقافية والدينية، تدفع بهم يوما بعد يوم إلى الهامش.

لكن المشكلة الحقيقية هي في جبهات الحرب التي فتحها ترامب على الخصوم والأصدقاء معا. فهو يريد بناء جدار على حدود المكسيك، لمنع تسلل من يقول إنهم مجرمون ومروجو مخدرات بحسب موقع سكاي نيوز.

ويقترح أيضا منع دخول المسلمين للولايات المتحدة للحد من خطر الإرهاب. كما يدعو إلى مراجعة اتفاقية التجارة الحرة، والوقوف في وجه التمدد الاقتصادي للصين، ومعاقبة النساء في حال الإجهاض، وإعادة النظر في الحقوق التي منحتها عدة ولايات للمثليين.

وفوق هذا لم يتوان ترامب عن توجيه الشتائم للمرشح الجمهوري السابق ميت رومني الذي يعاديه، والتشكيك في تضحيات السيناتور جون ماكين، الذي قال إنه ليس بطل حرب، لمجرد أنه سجن في فيتنام.

وآخر فصول حروب ترامب كانت مع قيادة حزبه نفسها، التي اتهمها بالتحايل وتغيير قواعد اللعبة الانتخابية للوقوف في وجه ترشحه للرئاسة.


A protester holds a placard while demonstrating against Republican U.S. presidential candidate Donald Trump in midtown Manhattan in New York City April 14, 2016. REUTERS/Mike Segar

المرشح والأصدقاء

قبل يومين عقد الرجل اجتماعا في العاصمة واشنطن مع أنصاره من أعضاء الكونغرس لبحث الاستراتيجية التي يجب انتهاجها خلال الأسابيع المقبلة، وأعلن مساعده إيد بروكوفر، خلال الاجتماع، أن ترامب سيتمكن قبل نهاية يونيو من جمع العدد المطلوب من المندوبين لحسم قضية الترشح عن الحزب.

كما أبدى أصدقاؤه النواب ثقة في المرشح المثير للجدل. لكن عدد هؤلاء الذي قرروا دعم ترامب لا يزيد عن ستة من أعضاء مجلس النواب، وعضو واحد لا أكثر من مجلس الشيوخ.

وهذا ما يجعل المراقبين للشأن الداخلي الأمريكي يتساءلون عن سبب إحجام القيادات الحزبية والشخصيات العامة المؤثرة عن إعلان ولائها للمرشح الثري، الذي فاز حتى الآن في 21 ولاية، وحصد نصف العدد الممكن من المندوبين، وتؤهله استطلاعات الرأي لأن يتقدم في نيويورك بنحو 30 نقطة من أقرب منافسيه.

ويفسر البعض سبب هذا الإحجام بكون ترامب مرشحا غير تقليدي، لا يلتزم بمعايير وأخلاقيات الخطاب السياسي، ولا يؤتمن عندما يصرح بشيء ونقيضه، ما يجعل ولاء الشخصيات السياسية له ضربا من المغامرة ورهانا غير محسوب العواقب. وذلك خلافا للناخبين الذين قد يغيرون رأيهم فيه من دون أن يلاحقهم حساب أو عقاب.


A protester wears political buttons at a demonstration against Republican U.S. presidential candidate Donald Trump in midtown Manhattan in New York City, April 14, 2016. REUTERS/Mike Segar

زر الذهاب إلى الأعلى