لا تزال العديد من الصيدليات في الإمارات تبيع المضادات الحيوية للمرضى دون وصفة طبية، على الرغم من تحذيرات الأطباء بأن الاستخدام المفرط لهذه الأدوية يمكن أن يترك المرضى عرضة للإصابة بالجرائيم المقاومة للعقاقير الطبية.
و تنص سياسة وزارة الصحة في الإمارات على أنه لا ينبغي تقديم المضادات الحيوية للمرضى من قبل الصيادلة دون وصفة طبية، ويمكن أن يتعرض المخالفون لغرامة مالية بالإضافة إلى تعليق رخصهم في حال تكرار المخالفة بحسب صحيفة ذا ناشيونال.
و يقول المختصون إن استخدام المضادات الحيوية دون وصفة طبية وتحت إشراف طبيب مختص، من أهم العوامل التي تؤدي إلى مقاومة الجسم لهذا النوع من الأدوية، فنصف المضادات الحيوية لا توصف على النحو الأمثل في الوقت الحالي، وغالباً ما يتم استخدامها من قبل المرضى في الوقت الذي لا يحتاجون إليها، كما أن هناك فوضى في الجرعات ومدة استخدام الأدوية.
و تشير الدراسات إلى أن علاج بعض أنواع الجراثيم والبكتيريا مثل المكورات العنقودية الذهبية أصبح أكثر صعوبة نتيجة سوء استخدام المضادات الحيوية لعلاج نزلات البرد الشائعة. وعلى الرغم من أن 2% من السكان في الإمارات يحملون هذه الجرثومة، وهي لا تشكل خطراً في العادة على حياة المريض، إلا أنها يمكن أن تكون قاتلة إذا وصلت إلى الدم والرئتين.
و يكمن الخطر في تناول المضادات الحيوية دون وصفة طبية في تكيف هذه البكتيريا الخطيرة معها، وتصبح المضادات الحيوية عديمة المفعول في علاجها، كما أن أمراض الطفولة الشائعة مثل الملاريا والالتهابات الرئوية والتهابات الجهاز التنفسي الأخرى ومرض الزحار لم تعد تستجيب للعديد من أنواع المضادات الحيوية القديمة.
وقبل عام أصدرت منظمة الصحة العالمية خطة عمل تهدف إلى تحسين الوعي والفهم بمقاومة الجراثيم والبكتيريا للأدوية، وتعزيز الأبحاث التي تساعد في الحد من انتشار العدوى، و تحفيز الاستخدام الأمثل للمضادات الحيوية على مستوى العالم.
