لا يزال الباحثون يدرسون ظاهرة النينو التي تسببت بتغيرات مناخية كبيرة في مختلف أنحاء العالم، وتشير الدراسات إلى أن هذه الظاهرة تأثر على دولة الإمارات والمنطقة.
و تسببت هذه الظاهرة بزيادة درجة الحرارة بمعدل 1 درجة مئوية عن المعدل العالم في شهر فبراير الماضي، وهي أكبر قفزة لدرجات الحرارة في الآونة الأخيرة، كما أدت إلى تسجيل أرقام قياسية في الأعاصير الكبرى خلال العام الماضي، و تغيرات مختلفة في كميات الامطار، ففي حين شهدت أمريكا الجنوبية عاماً من الجفاف، تساقطت الأمطار بغزارة في مناطق متفرقة من الصين إلى شمال كاليفورنيا.
ويعتقد البعض أن هذه الظاهرة تقف وراء الأمطار الغزيرة والفيضانات التي اجتاحت مناطق عديدة في دولة الإمارات خلال الشهر الماضي، لكن آخرين يستبعدون هذا الاحتمال، مستشهدين بالفيضانات التي وقعت بين عامي 2008 و 2013 عندما كانت ظاهرة النينو أقل تأثيراً في العالم.

ونتيجة التعقيد الهائل في العوامل المؤثرة على المناخ، يبدو الربط بين بعض الظواهر مثل ظاهرة النينو من جهة، وحدوث الفيضانات وغيرها من الكوارث الطبيعية أمراً غاية في الصعوبة بحسب صحيفة ذا ناشيونال.
وقام فريق من المركز الوطني للأرصاد والزلازل في أبوظبي بنشر تحليل لبيانات هطول الأمطار في حوالي 100 محطة للأرصاد الجوية على مدى 30 عاماً، وذلك بهدف العثور على دليل لوجود صلة حقيقية بين هطول الأمطار في المنطقة، والأحداث التي وقعت في المحيط الهادي على بعد أكثر من 15 ألف كيلومتر.
و عثر الفريق بالفعل على الدليل الذي كانوا يبحثون عنه، ففي غضون 3 أشهر من نشوء ظاهرة النينو في المحيط الهادي، بدأت دولة الإمارات تشعر بآثارها، ويشير التأخير الزمني إلى المسافة الكبيرة التي قطعتها لتصل إلى البلاد.

وبينما تؤكد نتائج البحث التي نشرت في العدد الأخير من مجلة General Scientific Researches أن ظهور النينو في المحيط الهادي عادة ما ينذر بطقس أكثر رطوبة في دولة الإمارات، غير أن كميات الأمطار وتوقيت وصولها يختلف بشكل كبير.
وبعد ظهور نتائج البيانات الخاصة بالأمطار، وجد الفريق أدلة على أن دولة الإمارات عرضة للجانب الآخر من النينو، من خلال ظاهرة أخرى تدعى النينا، وهي مرتبطة بفترات الجفاف ومرة أخرى تختلف في شدتها وتوقيت وصولها.
وعلى مدى عقود من الزمن، فإن أي تحول في المحيط الهادي ينعكس على المناخ في دولة الإمارات، ووجد الباحثون أنه على المدى الطويل كان هناك تحول بطيء ولكن بثبات نحو انخفاض معدلات هطول الأمطار، وذلك نتيجة عوامل عديدة أهمها ظاهرة الاحتباس الحراري التي تسيطر على العالم.
